تعتبر منطقة تبوك من أقدم المناطق في السعودية والجزيرة العربية ويعود تاريخها إلى ما قبل 500 عام قبل الميلاد حيث عاصرت مختلف الحضارات بداية من العصر الحجري وصولاً إلى عصور الممالك العربية قبل الإسلام ثم الحضارة الإسلامية وكانت بوابة عبور مهمة بين الجزيرة العربية وبلاد الشام وهمزة وصل إلى القارة الافريقية وفي هذا المقال نقدم لكم معلومات عن منطقة تبوك ونسلط الضوء على تاريخها وإرثها الحضاري وأبرز المناطق السياحية فيها.
موقع ومناخ مدينة تبوك
تحتل تبوك موقعاً استراتيجياً في الجزء الشمالي الغربي من السعودية، وتقدر مساحتها بحوالي 16400 كم مربع، وبالبحث عن معلومات عن منطقة تبوك ومناخها تبين أنها تمتاز بمناخها معتدل صيفاً، وبارد ممطر شتاء. وتعد بمثابة البوابة الشمالية للمملكة نظراً لموقعها الحدودي مع الأردن ومصر وترتبط بجيرانها من خلال منافذ برية وبحرية منها منفذ حالة عمار ومنفذ الدرة اللذان يوفران طرق برية ومباشرة بين السعودية والأردن كما ترتبط تبوك مع مصر عبر الميناء البحري في ضباء الذي يعد وسيلة هامة لنقل الركاب والبضائع والسيارات ويتميز خط الملاحة ضباء- سفاجا بتوفير رحلات يومية من ميناء ضباء الى ميناء سفاجا المصري باستخدام العبارات البحرية.
مساحة تبوك وعدد السكان
تعتبر تبوك أكبر مناطق شمال السعودية وتشكل نسبة معتبرة تقدر بحوالي 6.9٪ من إجمالي مساحة المملكة حيث تبلغ مساحتها الفعلية نحو 136,000 كيلومتر مربع مما يجعلها تحتل المرتبة الخامسة من حيث المساحة مقارنة بالمناطق الأخرى. وتأتي منطقة تبوك في المرتبة الثامنة من حيث عدد السكان مقارنة بمناطق المملكة الأخرى، ووصل عدد سكانها بحسب تعداد السعودية السكاني الأخير الذي أجري في العام 2022 إلى نحو 886.036 نسمة أي ما يعادل نحو 2.8% من عدد سكان المملكة، حيث تعد من أكبر المناطق السعودية نمواً مما يجعلها مدينة مزدهرة ومتنوعة تجمع بين التاريخ القديم والحضارة مع الحياة الحديثة.
الطقس في تبوك
يتفاوت الطقس في منطقة تبوك نظراً لاتساع مساحتها وتنوع تضاريسها، ويتميز الطقس في تبوك بالاعتدال خلال فصل الصيف حيث تتراوح درجات الحرارة العظمى بين 30 و40 درجة مئوية في حين تظل درجات الحرارة الصغرى عادة بين 20 و25 درجة مئوية. في المقابل يكون فصل الشتاء في تبوك بارداً وممطراً حيث تتراوح درجات الحرارة العظمى بين 5 و15 درجة مئوية، بينما تنخفض الحرارة الصغرى أحياناً إلى ما تحت الصفر وقد تصل إلى 3 درجات تحت الصفر. علاوة على ذلك، يتأثر طقس تبوك في بعض الأيام بالمناخ المتوسطي ما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة وقد يتسبب أحياناً في تساقط الثلوج بغزارة.
ما سبب تسمية تبوك بهذا الإسم؟
ورد اسم تبوك تاريخياً في جغرافية بطليموس بمسمى (تباوا) ويقال أن أصل تسميتها هو كلمة (Tabu أو Taboo) وتعني باللاتينية المكان المنعزل كونها كانت منعزلة عن شبه الجزيرة العربية شمالاً وعن بلاد الشام جنوباً، وفي العهد الإسلامي ظهر ذكر "تبوك" ضمن الحديث النبوي الشريف عن غزوة تبوك التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم لمحاربة الرومان في السنة التاسعة للهجرة وقدمت المؤلفات الجغرافية للعلماء المسلمين معلومات عن تبوك ففي معجم البلدان، نقل ياقوت الحموي عن أبي زيد قوله: "تبوك حصن به عين ونخيل وحائط يُنسب إلى النبي "صلى الله عليه وسلم"، مما يعكس الأهمية التاريخية والجغرافية لهذه المنطقة عبر العصور.
معالم تبوك الأثرية
تحتضن منطقة تبوك العديد من المعالم التاريخية التي تروي قصصاً من الماضي فهي أرض مدين التي ورد ذكرها في التاريخ وفي السطور التالية نقدم معلومات عن منطقة تبوك وأهم الأثار الموجودة فيها:
قلعة تبوك: هي قلعة قديمة يعود تاريخها إلى عام 1559 وتعد من أشهر المعالم التاريخية في مدينة تبوك وتم تجديدها في 1434هـ وأصبحت بمثابة متحف يضم قطعاً أثرية تاريخية رائعة من العصر العثماني.
كهوف شعيب: تعتبر من أهم المعالم التاريخية في تبوك وتعرف بإسم "مغارات شعيب" وتحتوي على 16 مقبرة منحوتة في الصخر.
مسجد التوبة: ويعد أحد أهم المعالم التاريخية والإسلامية البارزة في تبوك حيث اختطه الرسول بيده الشريفة عند بئر عين السكر.
السياحة في تبوك
تُعد تبوك واحدة من الوجهات السياحية البارزة في السعودية، حيث تتميز بتنوعها الفريد الذي يجمع بين التاريخ العريق والطبيعة الساحرة التي تأسر القلوب، من وادي الديسة الذي يُعتبر ملاذاً لمحبي الطبيعة إلى الشواطئ المليئة بالشعاب المرجانية في خليج العقبة التي تشجع السواح على ممارسة رياضة السباحة والغوص والتمتع بهذه المناظر الخلابة.
وتحتل "تبوك الورد" كما يطلق عليها كونها موطن 18 مليون زهرة مكانة سياحية هامة في المملكة نظراً لأهميتها التاريخية وجمال طبيعتها الساحلية والصحراوية والجبلية بالإضافة إلى مشاريعها السياحية الخضراء التي تخدم الأرض والإنسان مما يجعلها خياراً مثالياً للسياح الباحثين عن تجربة فريدة في المملكة العربية السعودية.