مدينة الأحساء..واحة الجمال والتاريخ في قلب السعودية

 مدينة الأحساء
كتب بواسطة: الشيماء يوسف | نشر في 

تعتبر مدينة الأحساء Al-Ahsa واحة ساحرة تمتزج فيها روح التاريخ بجمال الطبيعة، وذلك لما تحتويه من أشجار النخيل الشاهقة، والعيون الطبيعية المتدفقة، والمواقع الأثرية، ولذلك تعد مدينة الأحساء من أروع الوجهات في المملكة العربية السعودية، حيث أنها تأسر زوارها بسحرها الفريد، فهي تعد كنز من التراث والثقافة والفرص الواعدة.

مدينة الأحساء واحة الجمال والتاريخ في السعودية 

تمثل مدينة الأحساء مشهدًا ثقافيًا متجددًا يمتد عبر تاريخ يزيد عن 6000 عام، حيث ساهمت وفرة المياه وخصوبة الأراضي في جعلها موطنًا للعديد من الحضارات القديمة.  يعود أقدم سكان الأحساء إلى الكنعانيين، الذين استوطنوا المنطقة منذ 3000 قبل الميلاد، ومن نسلهم جاء العمالقة الفينيقيون الذين اشتهروا بتقنيات الري والزراعة، وهو ما يتناسب مع طبيعة الأحساء الخصبة، في القرن السابع قبل الميلاد، نزح الكلدانيون من بابل عام 694 ق.م وأسَّسوا مدينة الجرهاء (الجرعاء)، والتي قامت على أنقاضها لاحقًا مدينة هجر، ثم الأحساء كما نعرفها اليوم، والتي تضم العديد من المواقع الأثرية والمدن القديمة المندثرة مثل واسط، الناظرة، وجواثا.

الأحساء والاقتصاد النفط والزراعة

تُعد مدينة الأحساء مركزًا اقتصاديًا مهمًا للمملكة العربية السعودية، حيث تضم أكبر حقل نفط في العالم، حقل الغوار، الذي يمتد على مساحة 280 كم طولًا و30 كم عرضًا، ويقع شرق مدينة الهفوف وواحة الأحساء، وينتج الحقل أكثر من خمسة ملايين برميل يوميًا، وهو ما يمثل 6.25% من الإنتاج العالمي، مما يساهم بحوالي 378 مليار ريال سعودي في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.

الأحساء أكبر واحة نخيل في العالم

تشتهر مدينة الأحساء بكثافة نخيلها، حيث تضم أكثر من ثلاثة ملايين نخلة، وتنتج سنويًا أكثر من 100,000 طن من التمور، وهو ما يمثل 10% من إنتاج المملكة، وتعتبر الأحساء أكبر واحة طبيعية في العالم، وتضم واجهة بحرية على الخليج العربي بطول 133 كم. 

في الماضي، كانت الأحساء من أغنى مناطق المملكة بالمياه الجوفية والعيون الطبيعية، حيث كان يتراوح عدد العيون بين 60 إلى 70 نبعًا، أقدمها عين قناص بمدينة العيون، التي يعود تاريخها إلى 4500 سنة قبل الميلاد، إلا أن آخر هذه العيون نضب في عام 1996.

الأحساء والتراث العالمي

بفضل تاريخها العريق، تم إدراج واحة الأحساء في قائمة التراث الإنساني العالمي باليونسكو في يونيو 2018، باعتبارها مستوطنة كبرى امتدت على مدى 500 عام، وضمت بساتين النخيل، القنوات، العيون، الآبار، والمناطق الأثرية، وفي عام 2019، حصلت الأحساء على لقب عاصمة السياحة العربية، وفي عام 2020، دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر واحة قائمة بذاتها في العالم، كما أنها عضو في شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية.

أبرز المعالم السياحية في الأحساء

تضم مدينة الأحساء العديد من المواقع التاريخية والثقافية، من أبرزها:

  • سوق القيصرية التراثي، ويعد من أقدم الأسواق التقليدية في المملكة.
  • المدرسة الأميرية، وتعد واحدة من أقدم المدارس في المنطقة.
  • مسجد جواثا التاريخي، وهو ثاني مسجد أُقيمت فيه صلاة الجمعة بعد المسجد النبوي.
  • قصر إبراهيم وبيت البيعة، ويعد أمد المعالم تاريخية التي تعكس الإرث الثقافي للمدينة.
  • واحة نخيل الأحساء، التي تضم العديد من المباني والمواقع التراثية والطبيعية.
  • تُعد مدينة الأحساء نموذجًا فريدًا يجمع بين التاريخ العريق والطبيعة الخلابة والتطور الحضاري، مما يجعلها واحدة من أهم الوجهات السياحية والثقافية والاقتصادية في المملكة العربية السعودية.

الموقع الجغرافي لمحافظة الأحساء

تقع محافظة الأحساء في الجزء الشرقي من المملكة العربية السعودية، وتتميز بموقع استراتيجي يربط المملكة بدول مجلس التعاون الخليجي، وتمتد الأحساء بين خط العرض 21 - 25 شمالًا وخط الطول 49 - 55 شرقًا، وتغطي مساحة شاسعة تُقدر بحوالي 379,000 كم²، مما يجعلها واحدة من أكبر المحافظات في المملكة.

الحدود الجغرافية لمحافظة الأحساء

  • من الشمال تحدها محافظة بقيق والخليج العربي.
  • من الجنوب تمتد حدودها إلى سلطنة عُمان.
  • من الشرق  تطل على خليج سلوى.
  • من الغرب تحدها صحراء الدهناء، التي تفصلها عن بقية مناطق المملكة.
  • يمنح هذا الموقع الأحساء أهمية اقتصادية وتجارية كبيرة، حيث تعد بوابة المملكة الشرقية إلى الخليج العربي، وتتمتع بشبكة طرق حديثة تربطها بمختلف مناطق المملكة ودول الجوار.

عدد سكان مدينة الأحساء 

  • وفقًا لتعداد السعودية لعام 2022، بلغ عدد سكان مدينة الأحساء 1,104,267 نسمة، منهم 839,254 مواطنًا سعوديًا، و265,013 مقيمًا غير سعودي.
  • أما في إحصاءات عام 2017، فقد كانت الأحساء أكبر محافظات المنطقة الشرقية من حيث عدد السكان، حيث بلغ عدد سكانها آنذاك 1,041,863 نسمة، مما يعكس نموًا سكانيًا مستمرًا في المحافظة خلال السنوات الأخيرة.

الحياة والإستقرار في الأحساء

تُعد مدينة الأحساء من أفضل المدن للاستقرار في المملكة العربية السعودية، وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي الذي يتيح سهولة الوصول إلى العديد من الوجهات الهامة.

موقع مثالي يربط بين أهم مدن الخليج

  • تبعد الأحساء عن الرياض أقل من 3 ساعات بالسيارة، وكان يمكن الوصول إليها في ساعتين فقط قبل تطبيق نظام الرصد المروري "ساهر" عبر طريق خريص.
  • تبعد حوالي ساعة واحدة عن الدمام والخبر.
  • تقع على بُعد 50 دقيقة فقط من منفذ قطر البري.
  • تبعد ساعة ونصف عن منفذ الإمارات.

سهولة التنقل جويًا

تتميز مدينة الأحساء بقربها من أربعة مطارات دولية، بالإضافة إلى مطارها المحلي:

  • مطار الملك فهد الدولي بالدمام.
  • مطار حمد الدولي في الدوحة.
  • مطار البحرين الدولي.
  • مطار الملك خالد الدولي بالرياض.
  • مطار الأحساء المحلي الذي يوفر رحلات داخلية إلى جدة وأحيانًا الرياض.

حياة متكاملة وخدمات متوفرة

تضم مدينة الأحساء جميع الخدمات الأساسية وأكثر، من مراكز تجارية ومستشفيات ومدارس وجامعات، مما يجعلها بيئة مثالية للعيش، كما أنها وجهة زراعية متميزة، حيث تُعد من أغنى المناطق السعودية بالمزارع والواحات الطبيعية.

وجهات ترفيهية قريبة

لمن يبحث عن الترفيه وتغيير الأجواء، تتميز مدينة الأحساء بقربها من عدة وجهات سياحية مثل:

  • شاطئ العقير، أحد أقرب الشواطئ لمحافظة الأحساء.
  • مدينتا الدمام والخبر، حيث تتوفر مراكز التسوق والمطاعم والمرافق الترفيهية.
  • الدوحة في قطر، التي يمكن زيارتها والعودة منها في اليوم نفسه.
  • توفر الأحساء بيئة سكنية مميزة تجمع بين الهدوء والخدمات المتكاملة والموقع الاستراتيجي، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للراغبين في السكن أو الاستثمار.

ما الذي يميز الأحساء؟

تتميز مدينة الأحساء بطبيعتها الخلابة وخصوبة أراضيها، إضافةً إلى وفرة العيون الجوفية ومياهها العذبة، مما جعلها واحة زراعية فريدة، كما تحتضن الأحساء العديد من المواقع التاريخية التي تعكس إرث حضارات متعاقبة، ونظرًا لأهميتها الثقافية والطبيعية، أُدرجت واحة الأحساء ضمن قائمة مواقع التراث العالمي في اليونسكو، كما دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتبارها أكبر واحة نخيل في العالم.

كم تبعد الأحساء عن الخليج العربي؟

تبعد مدينة الأحساء حوالي 60 كيلومترًا عن مياه الخليج العربي، ويُعد ميناء العقير الميناء الرئيسي للمدينة، كما تشتهر الأحساء بوفرة العيون الطبيعية، كما تُعد واحة زراعية غنية بالنخيل، مما أكسبها لقب "واحة النخيل" نظرًا لمساحاتها الشاسعة المغطاة بأشجار النخيل.

في الختام، تعد مدينة الأحساء لوحة طبيعية تجمع بين سحر الطبيعة وعمق التاريخ، حيث تمتزج واحات النخيل الممتدة مع المعالم التاريخية العريقة، لتشكل إرثًا ثقافيًا وإنسانيًا فريدًا، كما أن مدينة الأحساء أثبتت أنها ليست مجرد واحة جغرافية، بل أنها واحة للحضارة والإبداع، ومع تصنيفها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، تواصل الأحساء تألقها كإحدى أهم الوجهات السياحية والثقافية في المملكة، حاملةً معها وعدًا بمستقبلٍ مزدهرٍ يحافظ على أصالتها ويعزز مكانتها عالميًا.

الرئيسية | من نحن | تواصل معنا | اتفاقية الاستخدام | سياسة الخصوصية