في مساء السبت الماضي الموافق 3 مايو 2025، في مدينة الرياض، وعن عمر ناهز 63 عامًا. رحل عن عالمنا الداعية الإسلامي البارز، الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله البريك، تاركًا وراءه إرثًا علميًا ودعويًا عظيمًا. وقد هز نبأ وفاته الأمة الإسلامية، وتصدرت أخباره محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي. في هذا المقال، سنتناول سبب وفاة الشيخ سعد البريك الحقيقي، ونستعرض محطات بارزة في حياته الدعوية والعلمية، مسلطين الضوء على تأثيره الكبير في مجتمعه والأمة الإسلامية جمعاء.
من هو الشيخ سعد البريك
قبل معرفة سبب وفاة الشيخ سعد البريك، لابد من إلقاء الضوء على هذا الرجل الذي كان له أبلغ الأثر في نشر الدعوة الإسلامية وقضايا المجتمع بطرق راقية وجذابة.
الشيخ سعد البريك هو داعية إسلامي سعودي معروف، وُلد الشيخ سعد البريك في 19 فبراير 1962م (15 رمضان 1381هـ) في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
اشتهر الشيخ سعد البريك بخطبه المؤثرة وظهوره الإعلامي الواسع، حيث كان من أبرز الشخصيات الدعوية في العالم العربي خلال العقود الأخيرة. تميز بأسلوبه القوي والمباشر في طرح القضايا الاجتماعية والدينية، وشارك في العديد من البرامج والمحاضرات التي ركزت على تعزيز القيم الإسلامية والدفاع عن العقيدة.
حصل الشيخ سعد البريك على درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية، وكان له دور بارز في التوجيه الديني والإصلاح الاجتماعي، كما كان حاضرًا في العديد من الفعاليات والمؤتمرات الدعوية داخل السعودية وخارجها. وقد حظي بمتابعة جماهيرية واسعة عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
أبرز المناصب والمسؤوليات التي تقلدها الشيخ سعد البريك
تقلد الشيخ سعد البريك، الداعية السعودي البارز، عددًا من المناصب والمسؤوليات المهمة التي أسهمت في تعزيز دوره في الساحة الدعوية والإصلاحية، ومن أبرزها:
1- مستشار ونائب رئيس اللجنة العليا في مكتب الأمير عبد العزيز بن فهد للبحوث والدراسات، حيث شارك في إعداد الدراسات والبحوث المتعلقة بالقضايا الإسلامية والاجتماعية.
2- عضو لجنة التربية العليا برئاسة الأمير سلطان بن عبد العزيز، مسهمًا في تطوير البرامج التربوية والدعوية.
3- المشرف العام على المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في البديعة والصناعية الجديدة بالرياض، حيث عمل على تنظيم الأنشطة الدعوية وتوعية الجاليات.
4- عضو في لجان المناصحة، حيث شارك في برامج توعية وإعادة تأهيل الشباب المتأثرين بالأفكار المتطرفة.
5- عضو الهيئة الشرعية في الندوة العالمية للشباب الإسلامي، مسهمًا في تقديم الفتاوى والاستشارات الشرعية.
6- عضو مجلس أمناء مؤسسة الوقف الإسلامي في السويد، حيث شارك في دعم المشاريع الإسلامية في أوروبا.
7- عضو مجلس أمناء مسجد التوحيد في طوكيو – اليابان، مسهمًا في نشر الدعوة الإسلامية في آسيا.
8- إمام وخطيب جامع الأمير خالد بن سعود لأكثر من 25 عامًا، حيث أثرى المنبر بخطبه المؤثرة والتوجيهية.
تأثير الشيخ سعد البريك في مجال الدعوة والإرشاد
قبل الحديث عن سبب وفاة الشيخ سعد البريك، تجدر الإشارة إلى أن الشيخ سعد البريك كان له تأثير بالغ في مجال الدعوة والإرشاد داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، حيث عُرف بأسلوبه المؤثر، ولغته البسيطة التي تصل إلى جميع فئات المجتمع. ركز الشيخ سعد البريك في دعوته على ترسيخ قيم الإسلام الوسطية، وتعزيز مفاهيم الأخلاق، والتربية الإيمانية، ونبذ الغلو والتطرف.
محتوى دعوي متميز
تميّز محتوى الشيخ سعد البريك الدعوي بالتنوع؛ فقد خاطب الشباب في محاضراته، وتناول قضايا الأسرة، والمجتمع، والحياة اليومية من منظور شرعي معتدل. كما استخدم وسائل الإعلام الحديثة، من القنوات الفضائية إلى الإنترنت، لنشر رسالته الدعوية، مما ساعد على وصول صوته إلى جمهور واسع من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
موضوعات قد تهمك: أسرار العقد الموحد لأتعاب المحاماة
تأثير الشيخ سعد البريك في المجتمع
لم يقتصر تأثير الشيخ سعد البريك على المنابر، بل امتد ليشمل الإصلاح المجتمعي، والمشاركة في الحملات التوعوية، والمبادرات الإنسانية. وله دور كبير في التوجيه والإرشاد، خاصة في أوقات الأزمات، حيث كان يُعد مرجعًا للكثيرين في اتخاذ المواقف الشرعية الصحيحة.
ما سبب وفاة الشيخ سعد البريك
وفقًا لمصادر مقربة من أسرة الشيخ سعد البريك، فقد تعرض في الأيام الأخيرة لأزمة صحية حادة استدعت نقله بشكل عاجل إلى أحد المستشفيات في مدينة الرياض. وعلى الرغم من تلقيه رعاية طبية دقيقة ومكثفة من قبل الفريق الطبي، إلا أن حالته الصحية شهدت تدهورًا سريعًا، مما أدى إلى وفاته مساء يوم السبت.
لم يتم الإعلان بشكل رسمي أو مفصل عن المرض الذي تسبب في وفاة الشيخ سعد البريك، وهو ما أثار العديد من التساؤلات بين المتابعين والمحبين حول السبب الحقيقي وراء هذا الرحيل المفاجئ، خاصةً وأن الشيخ كان قد شارك مؤخرًا في عدد من المناسبات الدعوية وظهر بصحة جيدة.
غموض حول طبيعة المرض
استمرار الغموض بشأن سبب وفاة الشيخ سعد البريك دفع الكثيرين إلى التعبير عن حزنهم الشديد، والدعاء له بالرحمة، وسط تداول واسع للخبر في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية.
أقيمت صلاة الجنازة للشيخ سعد البريك الأحد الماضي الموافق الرابع من مايو، في مسجد الراجحي بمدينة الرياض، وتمت مراسم الدفن في مقبرة النسيم بالرياض وسط حضور مكثف من محبي الشيخ وزملاءه وتلاميذه ومحبيه.
ما هي أبرز الدروس التي يمكن استخلاصها من حياة الشيخ سعد البريك
1- الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة: جسّد الشيخ هذا المبدأ في خطبه ومحاضراته، فكان دائمًا يحرص على التوازن والاعتدال في الطرح.
2- الإخلاص في العمل الدعوي: كرّس حياته لخدمة الدين دون سعي للشهرة، فترك أثرًا في القلوب قبل أن يغيب جسده.
3- استخدام الإعلام لخدمة الإسلام: كان من أوائل الدعاة الذين أدركوا أهمية المنصات الإعلامية ووسائل التواصل في نشر الدعوة.
4- الاهتمام بالشباب: ركز في محاضراته على قضايا الشباب والتحديات التي يواجهونها، وقدم حلولًا واقعية مستمدة من الدين.
5- الربط بين العلم والعمل: جمع بين التأصيل العلمي والعمل الميداني في الإصلاح والدعوة.
الأسئلة الشائعة
ما هي أبرز أعمال الشيخ سعد البريك قبل وفاته
من آخر أعماله مشاركته في فعاليات ومحاضرات دعوية داخل المملكة، حيث كان نشطًا في نشر التوعية والإرشاد حتى أيامه الأخيرة.
ما هو تأثير الشيخ سعد البريك في المجتمع
أثر الشيخ سعد البريك في المجتمع من خلال خطاب ديني معتدل، ومشاركاته الإعلامية المؤثرة، واهتمامه بقضايا الشباب والأسرة.
في الختام.. رحل عن عالمنا الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله البريك، قامة دعوية بارزة تركت بصمة لا تُمحى في قلوب محبيها وعقول طلاب العلم. لقد كانت حياته رحلة عطاء ونشر للخير، وتميز بأسلوبه المؤثر وحرصه على تقديم الدين بوسطية واعتدال. وبينما لا يزال سبب وفاة الشيخ سعد البريك الدقيق غير مُعلن رسميًا، فإن الأكيد هو أن فقده يمثل خسارة كبيرة للأمة الإسلامية. ستبقى جهوده الدعوية وإسهاماته العلمية ومواقفه الإصلاحية نبراسًا يُهتدى به، وستظل ذكراه العطرة حاضرة في وجدان كل من عرفه أو انتفع بعلمه. نسأل الله له الرحمة والمغفرة، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.