في ضوء الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتعزيز قطاع الصحة، أعلن وزير الصحة السعودي، فهد الجلاجل، أن المملكة أصبحت في مقدمة الدول الإقليمية من حيث حجم استثماراتها في القطاع الصحي، وأكد أن هذه الاستثمارات ليست فقط في البنية التحتية والخدمات الصحية، بل تشمل الابتكار والتطوير في مجالات التصنيع الصحي.
التحول من الاستهلاك إلى التصنيع المحلي للأدوية
واحدة من أبرز إنجازات المملكة في السنوات الأخيرة هي التحول التدريجي من الاعتماد على استيراد الأدوية إلى تصنيعها محليًا، ووفقًا لما صرح به الجلاجل، فإن المملكة الآن تمتلك قدرات تصنيعية كبيرة، حيث تعمل مع وزارة الصناعة والقطاعات الأخرى لتحقيق اكتفاء ذاتي في إنتاج الأدوية، ويمثل هذا التحول جزءًا من رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تعزيز الصناعات المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات، بما يحقق الأمن الدوائي الوطني.
الرياض كمركز للصناعات البيولوجية
من جانبه، أكد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، خلال مشاركته في ملتقى الصحة العالمي 2024 بالرياض، أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو أن تصبح الرياض مركزًا عالميًا للصناعات البيولوجية.
هذا الطموح يعكس حرص المملكة على جذب الاستثمارات في القطاعات الحيوية، ومنها القطاع الصحي، الذي يعتبر ركيزة أساسية لتحقيق النمو المستدام.
وأضاف الفالح أن المملكة تجاوزت العديد من التحديات التشريعية والاستثمارية في قطاع الصحة، مما ساعد في تعزيز البنية التحتية الصحية لتصبح المملكة في المرتبة السادسة عالميًا من حيث جودة هذه البنية.
كما أشار إلى أن المملكة تتوقع أن يصل عدد سكانها إلى 50 مليون نسمة خلال العقد المقبل، مما يزيد من أهمية تعزيز القطاع الصحي لمواكبة هذا النمو السكاني المتوقع.
دور ملتقى الصحة العالمي في تعزيز الابتكار والتعاون الدولي
يعقد ملتقى الصحة العالمي 2024 في العاصمة الرياض بمشاركة أكثر من 1200 شركة محلية وعالمية من 70 دولة، كما يهدف الملتقى إلى مناقشة آخر التطورات في القطاع الصحي واستعراض الفرص الاستثمارية المتاحة.
ويشارك في الحدث أكثر من 500 متحدث من الخبراء والمسؤولين، مما يجعله فرصة هامة لتبادل الأفكار والتجارب حول كيفية تطوير قطاع الصحة وتحقيق الاستدامة فيه.
وأشار الفالح في كلمته إلى أن الملتقى يلعب دور مهم في الربط بين القطاعات البحثية والابتكارية، خاصة في ظل التحديات الصحية العالمية التي تؤثر بشكل مباشر على زيادة عدد السكان واحتياجاتهم المتزايدة للخدمات الصحية المتقدمة.
دعم الابتكار في قطاع الصحة السعودي
تسعى المملكة إلى تعزيز الابتكار في القطاع الصحي من خلال دعم الأبحاث والتكنولوجيا الطبية المتقدمة، وقد أكدت الحكومة السعودية أن قطاع الصحة سيظل ضمن الأولويات القصوى في خطط الاستثمار والتنمية، ومع وجود بنية تحتية قوية وشركاء عالميين في السوق السعودي، تستمر المملكة في تعزيز مكانتها كمركز إقليمي ودولي للرعاية الصحية المتقدمة.
المستشفيات التخصصية تتحول إلى مؤسسات غير ربحية
في إطار التحولات الصحية الكبيرة التي تشهدها المملكة، أعلن وزير الموارد السعودي أحمد الراجحي أن المستشفيات التخصصية في المملكة ستتحول إلى مؤسسات غير ربحية، وهذا التوجه يعكس التزام الحكومة السعودية بتوفير خدمات صحية عالية الجودة بأسعار مناسبة، وذلك من خلال تعزيز دور القطاع غير الربحي في تقديم الخدمات الصحية.
وأضاف الراجحي أن الكفاءات السعودية الشابة تلعب دور مهم في تعزيز هذا القطاع، حيث يعمل أكثر من مليوني شاب وشابة سعوديين في القطاع الخاص، منهم 346 شاب دخلوا سوق العمل خلال عام 2024 فقط.
دور وزارة الصناعة في تطوير الصناعات الدوائية
وأشار وزير الصناعة السعودي بندر الخريف إلى أن المملكة تمتلك حاليًا 56 مصنعًا للأدوية الطبية، وتعمل الوزارة بشكل مستمر على تعزيز هذا العدد وتطوير الصناعات الدوائية.
كما أن التعاون بين وزارة الصناعة والقطاعات الصحية يعزز من قدرة المملكة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الصناعات الدوائية، وهو ما يساهم في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.
تستمر المملكة العربية السعودية في تحقيق إنجازات كبيرة في قطاع الصحة، سواء من حيث البنية التحتية أو التصنيع المحلي للأدوية، ويعد هذا التوجه ضمان من الحكومة بتحقيق الاكتفاء الذاتي وضمان استدامة النظام الصحي لمواكبة التحديات المستقبلية، ومع وجود ملتقيات مثل ملتقى الصحة العالمي 2024، تفتح المملكة أبوابها أمام الاستثمارات والشراكات الدولية لتطوير هذا القطاع الحيوي.