في خطوة تعكس عمق الموروث الثقافي السعودي وقيمه النبيلة، وافقت وزارة الداخلية على تغيير اسم مركز 'تضراع' في منطقة عسير ليصبح 'المروءة'، استجابة لرفع سمو أمير المنطقة. يأتي هذا التغيير ليجسد معانٍ إنسانية عميقة، حيث تمثل المروءة قيمة أصيلة في المجتمع السعودي، وتعبر عن الكرم والشهامة والنخوة العربية الأصيلة."
"تضراع" يودع الماضي ويستقبل "المروءة"
بناءً على توصيات الأمير تركي بن طلال، أمير منطقة عسير ورئيس هيئة تطويرها، تم تقديم طلب إلى وزارة الداخلية لتغيير مسمى مركز "تضراع" التابع لديوان إمارة المنطقة إلى مركز "المروءة"، الواقع جنوب غرب مدينة أبها.
وقد وافقت اللجنة الوطنية للأسماء الجغرافية على هذا التعديل خلال اجتماعها الـ11 الذي عُقد يوم الخميس، 14 / 4 / 1446 هـ، في مقر الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية.
جاء هذا القرار بعد توافق أمير منطقة عسير مع أهالي المركز خلال زيارته الميدانية في شهر رمضان الماضي، في إطار مبادرة "أجاويد 2"، التي أسفرت عن عدد من الأعمال الإنسانية والوطنية.
في خطابه الموجه إلى أهالي مركز "المروءة"، أشار الأمير إلى أن "المروءة" تعكس آدابًا نفسية تبرز مراعاة الإنسان وتحترم محاسن الأخلاق وجميل العادات.
وأكد أن هذا التعديل يعكس قيم أهالي المركز الذين يمثلون صورة رائعة من المروءة، مما يساهم في تعزيز الهوية الثقافية والاجتماعية للمنطقة.
نبذة تاريخية عن مركز تضراع
يعتبر مركز تضراع من المناطق التاريخية في منطقة عسير، حيث يعود تأسيسه إلى فترات قديمة تعكس تاريخًا غنيًا من التراث والثقافة. يتميز المركز بموقعه الاستراتيجي جنوب غرب مدينة أبها، مما جعله نقطة التقاء للعديد من القبائل والمجتمعات المحلية.
على مر العصور، لعب مركز تضراع دورًا مهمًا في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة، حيث كان مركزًا للتجارة والتبادل الثقافي. اعتمد سكانه على الزراعة والرعي، مما ساهم في ازدهار الحياة اليومية. كما تشتهر تضراع بتراثها الشعبي، بما في ذلك الفنون والحرف التقليدية التي تعكس هوية المنطقة.
في السنوات الأخيرة، شهد المركز تطورًا ملحوظًا في البنية التحتية والخدمات، مما جعله وجهة مميزة للسياحة الداخلية. ومع تغيير اسمه إلى "المروءة"، يسعى المركز إلى تعزيز قيم الكرم والمروءة التي يتمتع بها أهله، مما يعكس التزام المجتمع بتطوير هويته الثقافية والاجتماعية.
سبب تغيير اسم مركز تضراع إلى المروءة
تم تغيير اسم مركز "تضراع" إلى "المروءة" لأسباب عديدة، منها:
1- تعزيز القيم النبيلة: يهدف تغيير الاسم إلى ترسيخ قيم المروءة والشهامة والكرم في المجتمع، وهي قيم إسلامية أصيلة.
2- الهوية المجتمعية: الاسم الجديد "المروءة" يعكس هوية المجتمع المحلي وقيمه الأصيلة.
3- التطوير والتحديث: يأتي هذا التغيير كجزء من جهود تطوير المنطقة وتحسين صورتها.
4- المبادرات المجتمعية: جاءت فكرة تغيير الاسم في إطار مبادرات مجتمعية تهدف إلى تعزيز التماسك الاجتماعي وتنمية الوعي بالقيم الأخلاقية.
دلالات إسم "المروءة"
تم اختيار اسم "المروءة" لأنه يحمل دلالات إيجابية عميقة، ويرمز إلى:
1- الشهامة والكرم: وهي صفات حميدة تحث على العطاء والتضحية من أجل الآخرين.
2- الأمانة والصدق: وهي قيم أساسية لبناء مجتمع قوي ومتماسك.
3- الشجاعة والحزم: وهي صفات تمكن الفرد من مواجهة التحديات والصعاب.
مبادرة "أجاويد" ودورها في تغيير اسم المركز من تضراع إلى المروءة
مبادرة "أجاويد" هي إحدى المبادرات الإنسانية والوطنية التي أطلقها أمير منطقة عسير، الأمير تركي بن طلال، بهدف تعزيز القيم المجتمعية وتعميق روح التعاون بين الأفراد. وقد لعبت هذه المبادرة دورًا محوريًا في تغيير اسم مركز "تضراع" إلى "المروءة".
دور المبادرة في التغيير:
1- تعزيز القيم الإنسانية: سعت "أجاويد" إلى إحياء قيم الكرم والمروءة والتكافل الاجتماعي، مما جعل الاسم "المروءة" متسقًا مع الأهداف التي تسعى المبادرة لتحقيقها.
2- تفاعل المجتمع: تضمن تنفيذ المبادرة مشاركة فعالة من قبل الأهالي، حيث تم التواصل معهم والاستماع إلى آرائهم حول أهمية القيم التي يمثلها الاسم الجديد. هذا التفاعل أسهم في بناء توافق مجتمعي حول تغيير الاسم.
3- تسليط الضوء على الأعمال الإنسانية: من خلال المشروع، تم إبراز العديد من الأعمال الإنسانية التي قام بها أهالي المركز، مما يعكس روح العطاء والتعاون، وهو ما يتجلى في معنى "المروءة".
4- تطوير الهوية الثقافية: تعكس المبادرة توجهًا نحو تطوير الهوية الثقافية للمنطقة، حيث يأتي الاسم الجديد ليجسد الصفات التي يعتز بها أهل المركز.
5- تأثير إيجابي على المجتمع: أسهمت المبادرة في تحفيز المجتمع على تبني قيم جديدة، مما يعزز من روح الانتماء والولاء لدى السكان.
تأثير تغيير اسم مركز تضراع إلى المروءة:
يشكل تغيير اسم مركز تضراع إلى المروءة علامة فارقة في تاريخ المنطقة، حيث يحمل هذا التغيير في طياته العديد من الدلالات والمعاني التي تمتد آثارها إلى مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
أبرز الآثار المتوقعة لهذا التغيير:
1- تعزيز الهوية المجتمعية: يرتبط الاسم الجديد "المروءة" بشكل وثيق بالقيم النبيلة والأخلاق الفاضلة التي يتميز بها أهالي المنطقة، مما يعزز من شعورهم بالانتماء والهوية.
2-تحفيز التنمية المستدامة: يحمل الاسم الجديد في طياته دلالات إيجابية تدفع بالمجتمع نحو التطوير والارتقاء، حيث يشجع على تبني السلوكيات الإيجابية والمساهمة في بناء مجتمع متماسك.
3- جذب الاستثمارات: يساهم الاسم الجديد في تعزيز صورة المنطقة وجذب الاستثمارات، حيث يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقيم الإيجابية التي تجذب المستثمرين والشركاء.
4- تعزيز السياحة: يمكن أن يساهم الاسم الجديد في جذب السياح الذين يبحثون عن تجارب ثقافية أصيلة، حيث يعكس الاسم الجديد قيم الضيافة والكرم التي تشتهر بها المنطقة.
5- تحسين صورة المنطقة: يساهم تغيير الاسم في تحسين صورة المنطقة على المستويين المحلي والدولي، حيث يرتبط الاسم الجديد بالسمعة الطيبة والقيم النبيلة.
ختاما ً.. يمكننا القول أن تغيير اسم مركز تضراع إلى المروءة يشكل منعطفاً تاريخياً في مسيرة التنمية الشاملة لمنطقة عسير.
هذا التحول ليس مجرد تغيير في الاسم، بل هو تعبير صادق عن طموحات وتطلعات مجتمع يضع القيم النبيلة نصب عينيه.
لتكن "المروءة عسير" مصدر إلهام لنا جميعًا في بناء مجتمع قوي ومتماسك