رمز السهول.. هوية عريقة وتاريخ مشرق في قلب شبه الجزيرة العربية

تُعد قبيلة السهول واحدة من أقدم وأعرق قبائل العرب، وتمتد جذورها في قلب شبه الجزيرة العربية وبالتحديد في نجد والحجاز، تمتلك هذه القبيلة تاريخ طويل وزاخر بالأحداث التي تركت علامة فارقة في المنطقة، حيث ساهمت بصورة كبيرة في بناء المملكة. وتمييزاً لهذه القبيلة الأصيلة تم تخصيص رمز خاص بها يعبر عن هويتها وتاريخها المشرف، يشير رمز السهول إلى شجاعة ومساهمة القبيلة في تأسيس المملكة، وهو شاهد على مكانتها وجذورها الراسخة.
أصول قبيلة السهول
تحظى قبيلة السهول بمكانة رفيعة بين القبائل العربية بفضل أصولها النبيلة والعريقة، حيث يعود نسب هذه القبيلة إلى سهل بن عامر، أحد أبناء بني عامر بن صعصعة من هوازن القيسية العدنانية. يرجع أصل سهل بن عامر إلى سلسلة من الأجداد الذين ترجع أصولهم إلى قيس عيلان، والذي يُعتبر من أقوى وأعرق فروع العرب العدنانية.
فروع قبيلة السهول
مع أن قبيلة السهول تمتلك جذوراً واحدة، إلا أنها تنقسم إلى عدة فروع وبطون متميزة منتشرة في مناطق مختلفة، وتتضمن:
- آل عبيد: وتضم فروع آل قطيان وآل جربوع.
- آل محيميد: الذين يتفرعون إلى المراطين والشعف، وكل منهما يمتلك نفوذ واسع في المناطق المختلفة.
- آل برازات: وتضم آل راشد وآل رشيد، الذين ينتسبون إلى أصل واحد وتاريخ مشترك.
- آل زقاعين: تضم عدة فروع وهي رويضان، آل ثنيان، آل خضير، وآل شلهوب، والذين تميزوا في مجالات كثيرة.
- آل ظهران: تضم آل سويدان والتي تتفرع إلى الحمضة، زايد، منيخر، الفطامين، وآل عبود، وقد أظهر أبناء هذه الفروع حضوراً لافتاً في الميادين الاجتماعية والاقتصادية.
- آل صعوب: تضم عددا من الفروع مثل آل مدهش، آل علي، آل مفرح، وآل مقحص.
- القبابنة: تتضمن عدة فروع وهي الشخاتلة، المحاركة، السواقين، وآل غليظ، ويحتل أفراد هذه العائلات مكانة مرموقة.
ما هو دور قبيلة السهول في تاريخ المملكة؟
قبيلة السهول لها إسهامات كبيرة في توحيد المملكة العربية السعودية في العهد الحديث، فقد لعبت دوراً جوهرياً في دعم جهود الملك عبد العزيز آل سعود. خاضت القبيلة معارك وطنية في مختلف مراحل تاريخ المملكة وكانت شاهدة على شجاعة وولاء أبناء القبيلة للوطن. شاركت القبيلة كذلك بشكل فاعل في المناسبات الوطنية المختلفة التي عملت على تشكيل هوية المملكة الحديثة.
إن الدور الذي لعبته قبيلة السهول في تاريخ المملكة ليس مقصوراً على الجانب العسكري فقط، لكنه امتد إلى مجالات سياسية واجتماعية عديدة. ارتبط اسم قبيلة السهول بعدة شخصيات وطنية يمتد إلى العديد من المجالات السياسية والاجتماعية. وقد ارتبط اسم القبيلة بالعديد من الشخصيات الوطنية التي كان لها دور بارز في المجتمع، سواء في مرحلة التأسيس أو في ما تلاها من محطات في مسيرة المملكة.
الكرم والضيافة
تمتاز قبيلة السهول بتراثها الثقافي الغني الذي يعكس أصالتها وعراقتها، ويشتهر أفرادها بالكرم والجود وحسن الضيافة. الكرم في قبيلة السهول لا يقتصر على استقبال الضيوف فقط، لكنه يشمل عدة جوانب إنسانية تُظهِر روح التعاون والتكاتف بين أفرادها.
تزخر قبيلة السهول كذلك بعدة فنون شعبية وحرف تقليدية تعكس هويتها الثقافية، ويتمسك أفرادها بالعديد من العادات والتقاليد التي تعكس بساطة حياتهم وارتباطهم بالأرض، حيث تتركز معظم أنشطة القبيلة حول الزراعة، تربية الابل، الضيافة، وكذلك الاحتفالات التي تمثل نقطة التقاء لهم مع بقية أفراد المجتمع.
أبرز شخصيات قبيلة السهول
برزت في قبيلة السهول عدة شخصيات كان لها أثر كبير في المجالات المختلفة، مثل الفنان محمد السهلي، سليمان السهلي، الكاتب والصحفي نبيل السهلي، منير بن فهد السهلي، أمل السهلي، ومن أهم الشيوخ الذين اتصفوا بالحكمة والشجاعة:
- الشيخ حمود بن جلعود: كان لهذا الشيخ تأثير كبير على قرارات القبيلة وموافقها، فقد عُرِف بالحكمة والحنكة في إدارة شؤون القبيلة.
- الشيخ آل محيميد: هو واحد من أهم الشيوخ الذين اشتهروا بالشجاعة والعزة، ويعد رمزاً من رموز القيادة في قبيلة السهول.
- الشيخ فهد بن جلعود: ترك هذا الشيخ بصمة بارزة ولعب دوراً بارزاً في خدمة قبيلته ومجتمعه، وكان له مكانة كبيرة بين وجهاء المنطقة.
الشعر والأدب
تعتز قبيلة السهول بالشعر والأدب، ويتصف أفرادها بقدرتهم الفريدة على التعبير عن المواقف والأحاسيس عبر الشعر، كما يُعد الشعر وسيلة أساسية يعبر من خلالها الأفراد عن تاريخهم ومواقفهم تجاه مختلف الاحداث حيث يمتلك أفرادها قدرة فريدة على التعبير عن مواقفهم وأحاسيسهم من خلال الشعر. يعتبر الشعر أحد الوسائل الأساسية التي يعبّر فيها أفراد القبيلة عن تاريخهم ومواقفهم تجاه الأحداث المختلفة.
رمز السهول
حتى تتميز قبيلة السهول عن غيرها من القبائل، تم تخصيص رمز خاص بها يُعرف بـ"717". الرمز هذا ليس مجرد أرقام، لكنه تجسيد لهوية القبيلة وتراثها. وتشير الثلاثة الأرقام التي يتكون منها رمز السهول إلى:
الرقم الأول (7): يشير هذا الرقم إلى اسم القبيلة.
الرقم الثاني (1): يشير هذا الرقم إلى الفخذ.
الرقم الثالث (7): يشير هذا الرقم إلى الحمولة.
هذا التشكيل الرقمي يعكس تركيبة القبيلة الاجتماعية ويُعزز من التواصل والتعارف بين أفرادها. هذا الرمز مرتبط بتاريخ طويل من الأمجاد والتضحيات التي قدمها أبناء قبيلة السهول من أجل هذا الوطن.
ما هي أصل فكرة الرموز القبلية؟
جاءت فكرة استعمال الرموز لتحديد القبائل المختلفة في المملكة من مهرجانات الإبل السنوية. حيث رُسمت هذه الرموز ظهور الإبل حتى يكون بالإمكان تمييز بعضها عن بعض. مع الزمن، استخدمت هذه الرموز لتمييز القبائل نفسها، وأصبح لكل مما قبيلة رمزاً خاصاً يعكس هويتها ويساعد في سهولة التعرف عليها.
الخاتمة
تستمر قبيلة السهول حتى اليوم في الحفاظ على التراث والهوية المتميزة التي امتدت عبر الأجيال. هذه القبيلة قدمت تضحيات عديدة في سبيل الوطن، ولا يزال لأفراد القبيلة إسهام كبير في تقدم وازدهار المملكة في المجالات المختلفة. يعبر رمز السهول عن الاعتزاز والفخر بالهوية ويسهل التواصل بين القبيلة وباقي أفراد المجتمع.