في حالة واحدة.. متى يجوز للمرأة أن تزوج نفسها بدون ولي في السعودية

يُعد وجود الولي أحد الشروط الرئيسية في عقد الزواج وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، لكن مؤخراً بدأ النقاش حول تعديل هذا الشرط وطُرِح التساؤل “متى يجوز للمرأة أن تزوج نفسها بدون ولي في السعودية؟” على نطاق واسع، وأثار هذا الاستفسار كثير من الجدل بين الفقهاء والمشرعين. في هذا المقال، نستعرض الشروط القانونية والدينية المرتبطة بالموضوع، وكذلك الحالة التي تسمح للمرأة بالزواج بدون ولي وفقاً لما هو معمول به في النظام السعودي.

متى يجوز للمرأة أن تزوج نفسها بدون ولي في السعودية؟

يُشترط في المملكة العربية السعودية أن يكون للمرأة ولي عند إتمام عقد الزواج، حيث يتعلق هذا الشرط بالشريعة الإسلامية وهو من المطالب الرئيسية لصحة عقد النكاح. وبالتالي، يُعد وجود الولي من الركائز الأساسية في المملكة والتي تضمن حماية حقوق المرأة وهذا ما يتماشى مع التفسير الفقهي لشريعة الإسلام، لكن هل توجد حالة  يجوز فيها للمرأة أن تزوج نفسها بدون ولي في السعودية؟

ما هي الشروط الشرعية في الزواج؟

يتطلب عقد الزواج في الدين الإسلامي عدداً من الشروط ليكون صحيحاً، ومن أهم الشروط التي أكد عليها الفقهاء هو “وجود الولي”، ويكون الولي هنا بمثابة الحامي والمشرف على العقد، من أجل ضمان حقوق المرأة وحمايتها من أي استغلال أو ظلم.

وتوجد أدلة شرعية مؤكدة بأن وجود الولي هو شرط أساسي لصحة عقد الزواج، فقد ورد عن النبي ﷺ أنه قال: "لا نكاح إلا بولي"، ويعتبر هذا الحديث أساساً في فهم الحكم الشرعي فيما يخص الولي في عقد الزواج.

ما هو دور الولي في الزواج؟

يلعب الولي في عقد الزواج دوراً مهماً يتمثل في التأكد من صحة العلاقة الزوجية التي ستنشأ بين الرجل والمرأة، ويأخذ الولي دور المشرف الذي يتخذ القرارات، ويتضمن ذلك التأكد من أن الرجل الذي سيرتبط بالمرأة هو شخص كفؤ ويستوفي الشروط النظامية والشرعبة المتعلقة بالزواج.

في القانون السعودي تتبع التشريعات الإسلامية فيما يخص هذا الموضوع، حيث يُعد الولي شرطًا رئيسياً في الزواج، ويمكن أن يكون الولي الأب أو الجد أو الأخ أو أحد الأقرباء الآخرين ممن لديهم صفة الولاية على المرأة وفقاً للشريعة الإسلامية. لكن عند رفض الولي تزويج المرأة بكفء صالح، تستطيع المرأة رفع دعوى "عضل" أمام المحكمة.

ما هي الحالة التي تستطيع فيها المرأة الزواج بدون ولي؟

“متى يجوز للمرأة أن تزوج نفسها بدون ولي في السعودية؟” هو من الأسئلة المتكررة التي يبحث عن إجابتها الكثيرون، ففي حالات معينة، يعطي القانون السعودي المرأة الحق بأن تتزوج بدون ولي، لكن ذلك يتم في ظروف محددة فقط. في حالة امتناع الولي عن تزويج المرأة بدون وجود أي مبرر شرعي أو رفضه تزويجها من شخص كفؤ صالح، تستطيع المرأة هنا رفع قضية أمام المحكمة المختصة، ويمكن أن تتخذ المحكمة قرار بتزويج المرأة وإتمام العقد بدون أن يحضر وليها وهذه الحالة تسمى "القضاء في قضية عضل".

القضاء في قضية "العضل" يحصل في حالات رفض الولي تزويج المرأة بالرغم من وجود شخص كفؤ، وهنا يقرر قاضي المحكمة تجاوز وجود الولي في العقد، وبالتالي تصبح المرأة قادرة أن تتزوج الشخص الذي اختارته شريطة أن تتوفر كافة الشروط القانونية.

دعوات للتعديل في القوانين

ظهرت في السنوات الأخيرة بعض الشخصيات الاجتماعية والسياسية في المملكة تطالب بتعديل شرط وجود الولي في عقد الزواج. حيث رأى البعض السماح للمرأة أن تزوج نفسها في حالات معينة دون أن تحتاج لموافقة الولي، خاصة بعد أن تصل إلى سن 24 سنة. بالرغم من ذلك، لا يزال القانون السعودي يجعل وجود الولي شرطاً لصحة عقد الزواج، ومن المهم الإشارة إلى أن أي تعديل يخص هذا الموضوع ينبغي أن يتوافق مع الشروط الشرعية والفقه الإسلامي.

الشريعة الإسلامية والقانون السعودي

كما أوضحنا فالشريعة الإسلامية تشدد على ضرورة وجود الولي كشرط في صحة عقد الزواج، وهذا هو ما يعتمده القانون السعودي، فلا يمكن للمرأة في المملكة أن تتزوج بدون ولي إلا في حالات “العضل” التي تحددها المحكمة، حيث يتيح القانون السعودي للمرأة اللجوء إلى المحكمة إذا امتنع الولي عن تزويجها، ويستطيع القاضي أن يتخذ قراراً في صالح المرأة مطبقاً ما تنص عليه الشريعة الإسلامية.

حتى الآن لا توجد أي حالات أخرى تتيح للمرأة أن تتزوج بدون ولي في المملكة العربية السعودية، ويبقى وجود الولي شرطاً رئيسياً يفرضه القانون السعودي فيما يخص عقود الزواج.