أعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء عن موافقتها على تسويق جهاز طبي مبتكر مخصص لدعم الأطباء في غرف العمليات.

يتمثل الجهاز في أداة تُرتدى على كف اليد، وتحتوي على حاوية مغناطيسية مثبتة على ظهر اليد، تتيح للجراحين حمل إبر الخياطة الطبية أثناء القيام بعملية ربط العقد خلال الإجراءات الجراحية. ويأتي هذا الابتكار بهدف تسهيل خطوات الخياطة الجراحية، وتحسين كفاءة وأمان العملية الجراحية من خلال توفير وسيلة عملية وسريعة لحمل الإبر داخل بيئة التعقيم.

مواصفات الجهاز الطبي الجديد ودوره في العمليات الجراحية

وقد أكدت الهيئة العامة للغذاء والدواء أن الجهاز الطبي الجديد جرى تصميمه وتطويره بالكامل بأيدٍ سعودية، ليكون بمثابة إضافة نوعية في مجال تعزيز سلامة وكفاءة العمليات الجراحية. ويساعد الابتكار على منح الجراحين مرونة أكبر في استخدام اليدين، مع تقليل احتمالية التعرّض لوخز الإبر خلال العمليات.

وأشارت الهيئة إلى أن الجهاز الطبي حصل على براءتي اختراع مسجلتين في كل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، كما تم تطويره داخل جامعة الملك سعود، بينما تولت عملية تصنيعه إحدى المصانع الوطنية المتخصصة في الأجهزة الطبية، بما يعكس التقدّم المحلي في توطين الصناعات الطبية.

جامعة الملك سعود وراء تطوير الابتكار الطبي الفريد

أوضحت الهيئة العامة للغذاء والدواء أن الموافقة على تسويق الجهاز الطبي جاءت بعد إخضاعه لعملية تقييم شاملة ودقيقة تضمنت مراجعة الملفات الفنية ودراسة البيانات السريرية بشكل متكامل، وهو ما أثبت فعاليته وسلامته للاستخدام في المجال الطبي. ويُعد هذا الابتكار خطوة محورية تُجسد مستوى التطور الذي وصلت إليه القدرات الوطنية في مجال تطوير الحلول الصحية المتقدمة، التي لا تقتصر فوائدها على دعم الممارسين الصحيين فحسب، بل تمتد أيضًا إلى تعزيز جودة رعاية المرضى وسلامتهم.

موضوعات قد تهمك: هيئة التراث السعودية تكشف الستار عن كنوز القرينة الأثرية

تكامل الجهود الوطنية لتوطين صناعة الأجهزة الطبية

يجسّد هذا المنتج الطبي المبتكر ثمرة تعاون مثمر بين الهيئة العامة للغذاء والدواء وجامعة الملك سعود ممثلةً بـ معهد ريادة الأعمال، حيث قدّمت الهيئة الدعم اللازم لاستيفاء متطلبات الملف الفني من خلال تنظيم ورش عمل متخصصة وتقديم استشارات تنظيمية أسهمت في تسهيل عملية التطوير. كما لعب القطاع الخاص دورًا فاعلًا في توفير المنتج داخل السوق السعودي، بما يعكس تكامل الجهود بين الجهات الوطنية المختلفة.

ويُعد هذا الإنجاز تطورًا نوعيًا في مسيرة البحث والابتكار الطبي داخل المملكة، وهو أحد المخرجات الإيجابية لنظام الأجهزة والمستلزمات الطبية. ويأتي الابتكار في إطار مسار الأجهزة الطبية المبتكرة الذي أطلقته الهيئة عام 2021 بهدف دعم المبتكرين وتحفيزهم على تطوير حلول صحية متقدمة تخدم الممارسين والمرضى على حد سواء.

أهمية الابتكار للممارسين الصحيين

يمثل اعتماد الهيئة العامة للغذاء والدواء للجهاز الطبي المبتكر خطوة فارقة لدعم الممارسين الصحيين في غرف العمليات، من خلال توفير وسيلة عملية وآمنة تُسهم في رفع كفاءة الأداء وتقليل المخاطر.

وهذه هي أبرز فوائد هذا المنتج للممارسين الصحيين:

1- تسهيل عملية ربط العقد الجراحية وحمل الإبر بطريقة أكثر أمانًا.

2- منح مرونة أكبر لليدين أثناء إجراء العمليات الدقيقة.

3- تقليل احتمالية التعرّض لوخز الإبر داخل بيئة التعقيم.

4- المساهمة في تسريع خطوات الخياطة الجراحية وتحسين دقتها.

5- تعزيز مستوى السلامة الشخصية للجراحين والممارسين داخل غرفة العمليات.

تأثير الابتكار على المرضى

يساهم الجهاز الطبي المبتكر الذي اعتمدته الهيئة العامة للغذاء والدواء في تحسين تجربة المرضى داخل غرف العمليات، من خلال رفع مستوى الأمان والجودة في الإجراءات الجراحية وتقليل المخاطر المحتملة.

وهذه هي أبرز التأثيرات الإيجابية على المرضى:

1- تعزيز سلامة الإجراءات الجراحية وتقليل الأخطاء المحتملة.

2- تقليل احتمالية حدوث مضاعفات ناتجة عن وخز الإبر داخل غرفة العمليات.

3- ضمان دقة أكبر في عملية الخياطة الجراحية مما يحسّن النتائج العلاجية.

4- المساهمة في تقصير مدة العمليات وبالتالي تقليل وقت التخدير والمضاعفات المرتبطة به.

5- رفع مستوى ثقة المرضى في جودة الرعاية الصحية المقدمة.

الأبعاد الاقتصادية للابتكار الطبي

لا يقتصر أثر الجهاز الطبي المبتكر الذي اعتمدته الهيئة العامة للغذاء والدواء على تعزيز كفاءة العمليات الجراحية، بل يمتد أيضًا ليترك بصمة واضحة على الاقتصاد الوطني من خلال دعم الصناعة المحلية وتوطين التقنيات الحديثة.

وتكمن الأهمية الاقتصادية لهذا الجهاز في النقاط التالية:

1- توطين صناعة الأجهزة الطبية وتقليل الاعتماد على الاستيراد الخارجي.

2- خلق فرص استثمارية جديدة في قطاع التكنولوجيا الطبية.

3- دعم المصانع الوطنية وزيادة قدرتها التنافسية في السوق المحلي والإقليمي.

4- المساهمة في تنمية اقتصاد المعرفة من خلال البحث والابتكار الطبي.

5- تعزيز مكانة المملكة كوجهة واعدة في صناعة الأجهزة الطبية المتقدمة.

رؤية مستقبلية للابتكار الطبي

ترى الهيئة العامة للغذاء والدواء أن الجهاز الطبي المبتكر ليس مجرد منتج جديد، بل يمثل خطوة استراتيجية نحو مستقبل صحي أكثر تطورًا، يدعم جهود المملكة في الابتكار الطبي وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.

أبرز ملامح الرؤية المستقبلية لهذا الاكتشاف:

1-تحفيز المبتكرين السعوديين على تطوير أجهزة وحلول طبية جديدة.

2- توسيع نطاق مسار الأجهزة الطبية المبتكرة ليشمل مجالات متعددة.

3- تعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي رائد في البحث والتطوير الطبي.

4- المساهمة في بناء منظومة صحية مستدامة قائمة على الابتكار.

5- دعم الشراكات بين الجامعات والقطاع الخاص لتسريع وتيرة التطوير.

6- تعزيز صادرات الأجهزة الطبية المصنعة محليًا إلى الأسواق العالمية.

الهيئة العامة للغذاء والدواء تعزز حضور المملكة عالميًا

تؤكد الهيئة العامة للغذاء والدواء أن حصول الجهاز الطبي المبتكر على براءتي اختراع في السعودية والولايات المتحدة يعكس مكانته التنافسية عالميًا، ويمثل خطوة تعزز حضور المملكة في سوق الأجهزة الطبية الدولية، وذلك من خلال:

1- إثبات قدرة الابتكار السعودي على الوصول للأسواق العالمية.

2- تعزيز ثقة المجتمع الطبي الدولي بجدوى الابتكار.

3- فتح المجال أمام تعاون دولي في البحث والتطوير الطبي.

4- رفع مستوى التنافسية بين المنتجات الوطنية والعالمية.

5- دعم استراتيجية المملكة لتكون لاعبًا مؤثرًا في صناعة الأجهزة الطبية عالميًا.

الأسئلة الشائعة

 ما الفرق بين هذا الجهاز وأدوات الجراحة التقليدية؟

الجهاز يتيح للجراح حمل الإبر بطريقة مغناطيسية آمنة على ظهر اليد، وهو ما لا توفره الأدوات التقليدية، مما يمنح مرونة وسرعة أكبر أثناء العمليات الدقيقة.

هل يمكن استخدام الجهاز في جميع أنواع العمليات الجراحية؟

تم تصميم الجهاز ليكون متعدد الاستخدامات، ويمكن توظيفه في عدد واسع من التخصصات الجراحية مثل الجراحة العامة وجراحات التجميل وجراحات العظام.

 ما أبرز معايير الجودة التي تم اتباعها في تصنيع الجهاز؟

اعتمد التصنيع على معايير مطابقة للأنظمة الدولية في الأجهزة الطبية، مع الالتزام بإجراءات اختبار دقيقة للتأكد من ثبات المغناطيس وسلامة الاستخدام السريري.

هل الجهاز متاح حاليًا في الأسواق العالمية؟

حتى الآن الجهاز متاح داخل السوق السعودي، مع وجود خطط مستقبلية للتوسع نحو الأسواق الإقليمية والدولية بعد استكمال المتطلبات التنظيمية الخاصة بكل سوق.

 ما دور القطاع الخاص بعد طرح الجهاز في السوق؟

القطاع الخاص يساهم في تسويق المنتج وتوفيره للمستشفيات والمراكز الصحية، إضافة إلى الاستثمار في تحسين النسخ المستقبلية للجهاز بما يلبي احتياجات الممارسين الصحيين.

خاتمة

يمثل اعتماد هذا الابتكار الطبي علامة فارقة في مسيرة الهيئة العامة للغذاء والدواء نحو تعزيز الابتكار وتوطين صناعة الأجهزة الطبية داخل المملكة، بما يضع السعودية على خارطة الريادة الصحية عالميًا. إن هذا الإنجاز ليس سوى بداية لمسيرة أوسع نحو مستقبل صحي أكثر أمانًا وكفاءة.