مهرجان الثقافات والشعوب 2025 يحتفي بتنوع 90 دولة

من قلب المدينة المنورة، وفي أحضان الجامعة الإسلامية، انطلقت النسخة الثالثة عشرة من مهرجان الثقافات والشعوب 2025، الحدث الذي بات أيقونة سنوية تحتفي بالتنوع الإنساني والثقافي، وتُعيد رسم خريطة التفاهم الحضاري. على مدى سبعة أيام من 13 إلى 19 أبريل، تحوّل الحرم الجامعي إلى ساحة تعجّ بالألوان، العطور، اللغات، والقصص القادمة من أكثر من 90 دولة، في مشهد لا يشبه إلا نفسه.
هذا الحدث الضخم لا يقتصر على العرض، بل يتجاوز ذلك ليكون مساحة لقاء، وفهم، وتبادل حقيقي بين الحضارات.
تحت عنوان التنوّع، يُسجّل مهرجان الثقافات والشعوب 2025 حضورًا قويًا في ذاكرة الزوّار، ويترك أثرًا يتجاوز الزمن والمكان.
الجامعة الإسلامية تُجدد رؤيتها من خلال مهرجان الثقافات والشعوب 2025
لطالما كانت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجهة لطلاب العلم من مختلف الجنسيات.
لكن ما يُميّزها ليس فقط التعليم الأكاديمي، بل التنوّع الثقافي الذي تحتويه.
ومن خلال تنظيمها لـ مهرجان الثقافات والشعوب 2025، تُترجم الجامعة رؤيتها إلى واقع: التعليم لا يكتمل دون تواصل، والانتماء لا يتحقق دون تفاهم، والتنوع لا يُزهر إلا بالحوار.
تقوم فلسفة المهرجان على تحويل القاعات إلى أجنحة، والطلاب إلى سفراء.
فكل جنسية ممثلة في الجامعة تشارك بجناح يعرض فيه أبناؤها تراث بلادهم، أطباقها الشعبية، أزيائها الوطنية، وحكاياتها التاريخية.
90 دولة تحت سقف مهرجان الثقافات والشعوب 2025
في مشهد أشبه بقرية كونية، تتجاور أجنحة دول مثل ماليزيا، أوزبكستان، السودان، الفلبين، البوسنة، وكولومبيا.
كل جناح أشبه بسفر حيّ داخل ثقافة لم تكن في المتناول لولا مهرجان الثقافات والشعوب 2025.
من بين الأجنحة اللافتة، برز الركن الكولومبي الذي قدّم تحفًا معمارية مصغّرة، وعملات قديمة، وقصصًا عن الطبيعة الجغرافية لبلاد الأنديز.
أما الجناح الإندونيسي، فقدّم عروضًا حيّة لصناعة القهوة، فيما لفت الجناح التركي الزوّار بتصميمه الشرقي الغني.
كل ركن كان نافذة نحو عالم مختلف، وكل طالب كان دليلاً سياحيًا في بلاده من قلب المدينة المنورة.
الجناح السعودي يتألق في مهرجان الثقافات والشعوب 2025
لم يكن غريبًا أن يستقطب الجناح السعودي اهتمام الزوّار بكثافة.
الجناح صُمم بعناية ليروي قصة المملكة، من ماضيها المتجذّر إلى حاضرها المزدهر في ظل رؤية 2030.
استعرض الجناح صورًا من مناطق المملكة المختلفة، ومجسمات لمعالم معمارية شهيرة، بالإضافة إلى عرض مرئي يُبرز التنوع الثقافي في المملكة، بدءًا من الأزياء، مرورًا بالموسيقى، وصولًا إلى الإنجازات الحديثة في مجالات الثقافة والتعليم والتقنية.
من خلال هذا الجناح، قدّمت السعودية نفسها ليس فقط كبلد مضيف، بل كمساهم فعّال في بناء الجسور بين الثقافات.
ندوة وعي الفكر تكمّل رسالة مهرجان الثقافات والشعوب 2025
واحدة من أبرز الفعاليات التي صاحبت مهرجان الثقافات والشعوب 2025 كانت ندوة "وعي الفكر"، التي ناقشت قضايا التطرف والغلو وأهمية الاعتدال والوسطية.
جاءت الندوة كرسالة واضحة من إدارة الجامعة بأن الثقافة ليست فقط موروثًا ماديًا، بل فكرًا، ومسؤولية. شارك في الندوة عدد من المفكرين والمتخصصين في مجالات الفكر والدين والمجتمع، وطرحت نقاشات عميقة حول التعايش الإنساني، ودور التعليم في مواجهة الانغلاق.
فعاليات ترفيهية وتعليمية مبهرة ضمن مهرجان الثقافات والشعوب 2025
تميّز مهرجان الثقافات والشعوب 2025 هذا العام بتقديم أكثر من 150 فعالية متنوّعة، جمعت بين التعليم والترفيه. من ضمن الفعاليات:
-
ورش عمل للأطفال في الرسم والفن
-
مسابقات ثقافية بين الجنسيات
-
عروض حيّة للطهي التقليدي
-
مسرح تفاعلي للقصص الشعبية
-
منطقة تجريبية للحرف اليدوية
أُعدّت هذه الأنشطة بطريقة جذابة تراعي اختلاف الأعمار، وتستهدف الأسرة بأكملها، مما جعل المهرجان وجهة مفضّلة للعائلات والزائرين من جميع الفئات.
مهرجان الثقافات والشعوب 2025 تجسيد حي لرؤية المملكة 2030
في كل تفاصيله، يعكس مهرجان الثقافات والشعوب 2025 التزام المملكة برؤية 2030، خاصة في ما يتعلق ببناء مجتمع حيوي، منفتح، مثقّف، ومتفاعل مع العالم.
فالمهرجان لا يهدف فقط للعرض، بل لتعزيز العمل الجماعي، وتحفيز الريادة، وتفعيل الشراكة المجتمعية. كما يتيح الفرصة أمام الطلاب لصقل مهاراتهم في القيادة والتنظيم والتواصل بين الثقافات، وهي مهارات حيوية في عالم اليوم.
شهادات من زوّار مهرجان الثقافات والشعوب 2025: تجربة لا تُنسى
"منذ سنوات أزور المهرجان، لكن هذا العام كان مختلفًا تمامًا، التنظيم، المحتوى، التفاعل… كل شيء مميز" – زائر سعودي.
"هذا الحدث غيّر نظرتي لكثير من الدول، اكتشفت أن لدينا أكثر مما نتخيّل لنقدّمه لبعضنا البعض" – طالبة من الجزائر.
"كان يومًا لا يُنسى، أطفالي لم يرغبوا في المغادرة!" – أم من المدينة المنورة.
هذه الشهادات ما هي إلا دليل آخر على النجاح الكبير الذي حققه مهرجان الثقافات والشعوب 2025 في ترسيخ حضوره كمحفل ثقافي وإنساني راقٍ.
أقرأ أيضاً: دراسات عليا جامعة جدة 1447.. رابط التقديم والبرامج المتاحة
مهرجان الثقافات والشعوب 2025... رسالة عالمية من المدينة المنورة
في زمن تسوده الصراعات وسوء الفهم، يأتي مهرجان الثقافات والشعوب 2025 ليقول كلمته: يمكننا أن نكون مختلفين، لكن متفاهمين. يمكننا أن نحمل قصصًا شتّى، لكن نرويها للآخر بمحبة.
لم يكن المهرجان فعالية، بل تجربة. لم يكن مجرّد عرض، بل رحلة إنسانية، فيها من المعرفة بقدر ما فيها من دهشة.
ربما لهذا باتت المدينة المنورة، عبر الجامعة الإسلامية، حاضنة حقيقية لحوار الحضارات، ومرآة تُجسّد شعار "السعودية للعالم"، بكل ما تحمله من انفتاح، ثقة، وقيادة نحو المستقبل.