منصة الرصد الفضائي.. خطوة سعودية جريئة نحو ريادة الفضاء

  منصة الرصد الفضائي
منصة الرصد الفضائي

تُجسد منصة الرصد الفضائي خطوة استراتيجية متقدمة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز مكانتها الريادية في قطاع الفضاء.

حيث أعلنت مجموعة (نيو للفضاء) Neo Space Group – التابعة لصندوق الاستثمارات العامة – عن إطلاق أول سوق مخصصة لبيانات الرصد الفضائي في المملكة، ما يرسّخ موقع السعودية كمركز إقليمي رائد في تقنيات مراقبة الأرض وتوظيفها في شتى المجالات.

وتأتي منصة الرصد الفضائي كخطوة استراتيجية تهدف إلى تلبية الطلب المتزايد على حلول الرصد الفضائي المتقدمة في مختلف القطاعات، حيث تتولى شركة (UP42) – التابعة لمجموعة نيو للفضاء – تشغيل المنصة، مما يُشكل نقطة تحول في توظيف البيانات الفضائية على الصعيد المحلي.

منصة الرصد الفضائي.. بنية رقمية تدعم رؤية المملكة 2030

تتميز منصة الرصد الفضائي بكونها مركزًا متكاملًا يضم نخبة من مقدمي بيانات الرصد الفضائي وخدمات القيمة المضافة، وتُسخّر أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة لتمكين الجهات الحكومية والشركات من الوصول إلى:

1- بيانات وصور عالية الدقة: تتيح المنصة مجموعة غنية من صور الأقمار الصناعية وبيانات الرصد الفضائي بجودة فائقة.

2- حلول رقمية متطورة: توفر بيئة موحدة تسهّل على المطورين ومقدمي الخدمات الوصول إلى البيانات ومعالجتها بكفاءة.

3- تطبيقات متعددة القطاعات: تخدم بيانات منصة الرصد الفضائي مجالات حيوية مثل البيئة، والبنية التحتية، والطاقة، والعقارات، والتعدين، والنقل، والزراعة، بما يعزز تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

استحواذ استراتيجي يعزز دور منصة الرصد الفضائي في دعم رؤية المملكة 2030

في إطار التوسع الاستراتيجي لمجموعة نيو للفضاء، جاء إطلاق منصة الرصد الفضائي بعد استحواذها على شركة (UP42) من شركة إيرباص في ديسمبر 2024، وهي منصة رقمية متقدمة تعتمد على تقنيات الحوسبة السحابية لتسهيل الوصول إلى بيانات الرصد الفضائي وتحليلها. وقد أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة نيو للفضاء، مارتين بلانكن، أن هذه الخطوة تُعزز الحراك المتسارع في سوق بيانات الرصد الفضائي بالمملكة، مشيرًا إلى الأهمية المتزايدة لتلك البيانات في دعم مستهدفات رؤية 2030.

وتُمثل منصة الرصد الفضائي ركيزة مهمة لدعم قرارات التنمية الوطنية من خلال:

1- تمكين مشاريع البنية التحتية عبر توفير بيانات دقيقة تساعد في التخطيط المستدام.

2- دعم التوسع العمراني من خلال مراقبة التغيرات الجغرافية والنمو السكاني.

3- تحسين استثمار الموارد الطبيعية بفضل التحليلات العميقة التي تقدمها المنصة.

4- تعزيز كفاءة اتخاذ القرار في ظل مساحة المملكة الشاسعة التي تتجاوز 2.15 مليون كيلومتر مربع، ما يستدعي أدوات رقمية متقدمة لمتابعة التغيرات والفرص.

دعم تنظيمي ورؤية تكاملية وراء انطلاقة منصة الرصد الفضائي

أكد فرانك سالجغيبير، نائب المحافظ لقطاع الفضاء في هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، أن منصة الرصد الفضائي تمثل نقطة تحول مهمة في مشهد التقنية الفضائية بالمملكة، حيث تتكامل تقنيات الذكاء الاصطناعي مع بيانات الفضاء لدفع عجلة الابتكار. وتُجسد هذه المنصة أولويات المملكة في التقدم التقني والامتثال التنظيمي، مما يُسهم في تسريع تبنّي الحلول الفضائية المتقدمة على نطاق واسع.

وأشادت مجموعة نيو للفضاء بالدور المحوري لهيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في إنجاح هذا المشروع، مؤكدة أن الدعم والتوجيه المستمر من الهيئة شكّل أساسًا متينًا لإطلاق منصة الرصد الفضائي، ويتجلى هذا الدعم في:

1- منح التصاريح اللازمة لتشغيل المنصة وفق الأطر التنظيمية المعتمدة.

2- تمكين البنية التحتية الرقمية اللازمة لتطوير وتشغيل المنصة بكفاءة.

3- تحقيق التوافق الاستراتيجي بين أهداف المنصة ورؤية الهيئة لقطاع الفضاء.

4- تعزيز التكامل المؤسسي بين الجهات الحكومية والخاصة لتسريع وتيرة الإنجاز.

اقرأ أيضاً: كيف تعيد السعودية رسم خريطة الأمن الرقمي

منصة الرصد الفضائي الآن في متناول الجميع عبر بوابة إلكترونية متكاملة

أصبحت منصة الرصد الفضائي للأرض (EO) متاحة الآن لجميع المستخدمين من خلال الموقع الإلكتروني (sa.up42.com)، ما يفتح آفاقًا جديدة للوصول إلى البيانات الفضائية ومعالجتها بكفاءة وموثوقية داخل المملكة. وتتميز المنصة بسهولة الاستخدام والامتثال الكامل للأنظمة المحلية، بفضل استضافتها على بنية تحتية وطنية متقدمة.

وتقدم منصة الرصد الفضائي مزايا متعددة تشمل:

1- سهولة الوصول والإدارة: واجهة رقمية مرنة تتيح للمستخدمين استعراض البيانات وتنظيمها بسلاسة.

2- معالجة الصور على نطاق واسع: إمكانات تحليل متقدمة لمعالجة بيانات الأقمار الصناعية بكفاءة عالية.

3- امتثال تنظيمي كامل: التزام صارم بالأنظمة واللوائح المعتمدة في المملكة العربية السعودية.

4- استضافة داخلية موثوقة: بنية تحتية محلية تضمن أعلى معايير الأمان والاستقرار في التعامل مع البيانات.

الأسئلة الشائعة

ما الفرق بين منصة الرصد الفضائي وخدمات الأقمار الصناعية التقليدية؟

منصة الرصد الفضائي توفر سوقًا رقمية شاملة لبيانات الأقمار الصناعية وخدمات التحليل، بينما تقتصر الخدمات التقليدية غالبًا على توفير الصور فقط دون أدوات متقدمة للمعالجة والتحليل.

هل يمكن للقطاع التعليمي أو الأكاديمي استخدام منصة الرصد الفضائي؟

نعم، يمكن للجامعات ومراكز الأبحاث الاستفادة من بيانات المنصة لأغراض دراسات بيئية، وتحليل التغيرات الجغرافية، والمشاريع البحثية التقنية.

 هل توفر منصة الرصد الفضائي واجهات برمجية (APIs) للمطورين؟

نعم، تتيح المنصة واجهات برمجية مرنة تمكّن المطورين من دمج بيانات الرصد الفضائي في تطبيقاتهم أو نظمهم الداخلية.

هل المنصة متاحة للمستخدمين الأفراد أم للجهات فقط؟

المنصة متاحة لكلا الطرفين، حيث يمكن للجهات الحكومية والشركات والمستخدمين الأفراد التسجيل والاستفادة من خدماتها بحسب احتياجهم.

هل تدعم المنصة اللغة العربية في واجهتها؟

نعم، تم تطوير منصة الرصد الفضائي لتدعم اللغة العربية بالكامل، مما يسهّل على المستخدمين في المملكة والعالم العربي التعامل معها بكل سلاسة.

خاتمة

في ظل ما تشهده المملكة من تحوّل رقمي متسارع، تبرز منصة الرصد الفضائي كإحدى الركائز الوطنية الذكية التي تعزز قدرات التخطيط واتخاذ القرار، عبر تقديم بيانات دقيقة ومعالجات متقدمة تخدم مختلف القطاعات. ومع توافر المنصة الآن عبر الإنترنت، باتت فرص الاستفادة من تقنيات مراقبة الأرض متاحة للجميع داخل المملكة.