أطلقت هيئة الصحة العامة "وقاية" هذا العام مبادرة نوعية تهدف إلى حماية كبار السن من مخاطر السقوط داخل المنشآت الصحية الصديقة لهم بوزارة الصحة، وذلك في إطار جهودها لتعزيز سلامتهم وتحسين جودة حياتهم.
منشآت صحية أكثر أمانًا.. بفضل نظام "وقاية" الذكي
أوضحت "وقاية" أنها أطلقت ضمن المبادرة نظامًا إلكترونيًا كمرحلة أولى يعتمد على أداة (STEADI) لتقييم مخاطر السقوط لدى كبار السن. ويهدف النظام إلى الكشف المبكر عن عوامل الخطورة، وتحديد التدخلات المناسبة، ورفع وعي كبار السن بأهمية الوقاية من السقوط، مما يسهم في تقليل الإصابات وتحسين جودة حياتهم بما يتوافق مع احتياجاتهم الفردية.
معايير جديدة لتحسين خدمات الرعاية الصحية لكبار السن في المملكة
أفادت "وقاية" في تقريرها بأن النظام تم تفعيله داخل المنشآت الصحية الصديقة لكبار السن، والمعتمدة وفق معايير محددة من وزارة الصحة، حيث تلتزم هذه المنشآت بتطبيق تلك المعايير لضمان تطوير خدماتها الطبية وتحسين جودة الرعاية بما يلبي احتياجات كبار السن. وقد جرى اعتماد 4 منشآت صديقة لكبار السن في عام 2024م موزعة في الرياض، حائل، مكة المكرمة، وجازان، مع خطة للتوسع في عام 2025م ليصل العدد إلى 10 منشآت إضافية تغطي مختلف المناطق الإدارية في المملكة.
من التدريب إلى التطبيق.. خطة شاملة لحماية كبار السن
أكدت "وقاية" أن التوسع في المنشآت الصديقة لكبار السن ينسجم مع رؤية شاملة لدعمهم في مختلف أنحاء المملكة، وتمكينهم من العيش باستقلالية وأمان. وتُعد هذه المنشآت نموذجًا متميزًا في تقديم خدمات متكاملة ومرافق مصممة خصيصًا لهم، مع التركيز على رفع الوعي وتنفيذ التدخلات الوقائية لتقليل مخاطر السقوط. وساهمت المبادرة في ضمان استمرارية العمل وفاعلية النظام من خلال:
1- تنظيم دورة تدريبية لأداة (STEADI) عبر أكاديمية الصحة العامة باللغتين العربية والإنجليزية، شارك فيها 1204 متدربين.
2- إصدار النسخة الثانية من الدليل الوقائي للحد من إصابات السقوط لدى كبار السن.
3- تفعيل الأيام العالمية الخاصة بكبار السن، مثل اليوم العالمي ضد إساءة معاملة كبار السن، واليوم العالمي لكبار السن.
موضوعات قد تهمك: برنامج استمطار السحب.. أمل جديد للملكة
الأسئلة الشائعة
ما الفئة العمرية التي تستهدفها مبادرة "وقاية" للحد من السقوط؟
تستهدف المبادرة جميع الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فأكثر، مع إعطاء أولوية خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة أو ضعف في الحركة والتوازن.
ما أبرز أسباب السقوط لدى كبار السن؟
تشمل الأسباب الشائعة ضعف العضلات، مشكلات النظر، استخدام بعض الأدوية التي تؤثر على التوازن، بالإضافة إلى العوائق البيئية مثل الأرضيات الزلقة أو الإضاءة الضعيفة.
هل يمكن تطبيق برامج "وقاية" للوقاية من السقوط في المنازل أيضًا؟
نعم، إذ توصي "وقاية" بتهيئة البيئة المنزلية من خلال إزالة العوائق، تحسين الإضاءة، وتثبيت مقابض الدعم في الحمامات والممرات، إضافة إلى برامج تدريبية لتحسين التوازن.
ما دور الأسرة في الحد من حوادث السقوط لكبار السن؟
تُعد الأسرة خط الدفاع الأول، من خلال متابعة الحالة الصحية لكبير السن، مساعدته في الحركة عند الحاجة، وتشجيعه على ممارسة التمارين التي تعزز القوة والتوازن.
هل توجد فحوصات أو تقييمات دورية للكشف عن خطر السقوط؟
نعم، ينصح بإجراء فحص شامل للتوازن والمشي، بالإضافة إلى تقييم النظر والسمع وفحص الأدوية التي يتناولها كبير السن للتأكد من عدم تأثيرها على توازنه.
هل المبادرة مجانية أم تتطلب رسومًا؟
تُقدَّم خدمات المبادرة مجانًا في المنشآت الصحية المعتمدة، وذلك ضمن برامج الرعاية الصحية المقدمة لكبار السن في المملكة.
خاتمة
في النهاية، تثبت مبادرة "وقاية" أن الاهتمام بكبار السن ليس مجرد واجب صحي، بل هو استثمار في خبراتهم وحياتهم وكرامتهم. ومن خلال الدمج بين التكنولوجيا الحديثة، والتدريب المتخصص، والمعايير الصارمة، تفتح المملكة آفاقًا جديدة لحياة أكثر أمانًا وراحة لمن صنعوا حاضرها. ومع خطط التوسع المقبلة، يبدو أن مستقبل كبار السن في المملكة سيصبح أكثر إشراقًا وأمانًا من أي وقت مضى.