هل لصقات الفم فعالة فعلًا أم تهدد حياتك أثناء النوم...

  لصقات الفم أثناء النوم
لصقات الفم أثناء النوم

في السنوات الأخيرة، لاحظنا تنامي الاهتمام بمنتجات تساعد على تحسين جودة النوم، خصوصًا لدى من يعانون من الشخير أو انقطاع التنفس أثناء النوم. واحدة من هذه المنتجات هي لصقات الفم الليلية، التي أصبحت حديث الناس على منصات التواصل الاجتماعي، وأُشيع أنها تساعد على تقليل الشخير وتحفيز التنفس الطبيعي عبر الأنف.

لكن خلف هذا الانتشار الواسع، يختبئ جدل طبي خطير. فبينما يراها البعض وسيلة سهلة لتحسين النوم، يصفها الأطباء بأنها قد تتحول إلى وسيلة قاتلة في حالات معينة، محذرين من استخدام لصقات الفم دون إشراف طبي، لما قد تسببه من مضاعفات مثل الاختناق، نقص الأكسجين، أو حتى الوفاة في أسوأ السيناريوهات.

في هذا التقرير، نستعرض أبرز آراء الأطباء المختصين حول حقيقة لصقات الفم، تأثيرها على التنفس، ولماذا يحذر الخبراء منها بشكل صارم.

تحذيرات من لصقات الفم أثناء النوم ومخاطرها الصحية

 

في ظل تصاعد الاهتمام العام بجودة النوم وتحسين أنماط التنفس الليلي، انتشرت في الأسواق مؤخرًا لصقات الفم كمنتج يُسوّق على أنه "علاج للشخير وتحسين التنفس أثناء النوم".

ورغم سهولة استخدامها وتزايد الطلب عليها، إلا أن مختصين في الطب التنفسي وطب النوم يحذرون من مخاطرها التي قد لا يدركها البعض.

ما هي لصقات الفم؟

هي لاصقات صغيرة تُثبت على الشفاه قبل النوم، وتقوم بمنع فتح الفم خلال النوم، بهدف تحفيز التنفس الأنفي وتقليل الشخير الناتج عن التنفس الفموي.

 تحذيرات طبية من استخدامها:

وفقًا لما أكده الدكتور خالد المصيلحي، استشاري الأمراض الصدرية وطب النوم، فإن لصقات الفم قد تسبب نقصًا حادًا في الأكسجين أثناء النوم، خصوصًا في حال كان الشخص يعاني من انسداد في الأنف. وفي حال حدوث انسداد مفاجئ للتنفس الأنفي، فإن إغلاق الفم يمنع التعويض الطبيعي للتنفس عبر الفم، ما يؤدي إلى الاختناق وقد ينتهي الأمر بالوفاة.

كما شدد المصيلحي على أن اللجوء لمثل هذه المنتجات دون استشارة طبية هو تصرف محفوف بالمخاطر، مؤكدًا أن الشخير أو انقطاع التنفس الانسدادي يجب أن يُعالجا تحت إشراف طبيب مختص باستخدام أدوات معتمدة علميًا، مثل جهاز "CPAP" أو غيره من الحلول الطبية الآمنة.

 ليست موصى بها طبيًا

ومن جانبه، أكد الدكتور صالح العيسى، استشاري الطب الباطني وأمراض النوم، أن انتشار لصقات الفم لا يستند إلى توصيات علمية، بل هو ناتج عن التسويق التجاري والسهولة الظاهرية للاستخدام.

وقال العيسى في تصريح لـ"العربية.نت":

"الكثير من الأشخاص الذين يستخدمون هذه اللصقات يعانون أصلًا من مشاكل تنفسية أو انخفاض في تشبع الأكسجين أثناء النوم. عند استخدام لصقات الفم، فإن حالتهم قد تتفاقم، لأنهم يمنعون أنفسهم من الحصول على الأوكسجين الكافي خلال النوم."

وأضاف أن البعض قد يعاني من مشكلات لا يعلم بها، مثل توقف التنفس الليلي، أو انسداد مزمن في الأنف، وفي هذه الحالات، تصبح اللصقات خطرًا حقيقيًا.

 

أقرأ أيضاً:  هل تصبح العطلة الأسبوعية في السعودية ثلاثة أيام قريبًا...

 ما الأعراض التي قد تظهر عند استخدام لصقات الفم بشكل خاطئ؟

  • شعور بالاختناق أو صعوبة في التنفس أثناء النوم

  • الاستيقاظ المفاجئ في منتصف الليل

  • تهيج أو حساسية في الجلد بسبب المادة اللاصقة

  • اضطرابات في جودة النوم

  • صداع عند الاستيقاظ

  • تسارع في ضربات القلب نتيجة نقص الأكسجين

 

 هل لصقات الفم بديل آمن للعلاج؟

الإجابة الطبية الواضحة: لا. رغم أن لصقات الفم قد تُحدث تغييرًا طفيفًا في نمط التنفس لبعض المستخدمين، فإنها لا تُعد علاجًا معتمدًا لأي من الحالات المتعلقة بالشخير أو انقطاع النفس الانسدادي.

بل إن استخدامها بدون تشخيص طبي قد يخفي أعراضًا أكثر خطورة.

 ما البدائل الطبية الآمنة؟

عند الشعور بأعراض مثل الشخير المتكرر، الاختناق أثناء النوم، أو الشعور بالإرهاق الدائم، يُنصح بـ:

  • إجراء دراسة نوم "Sleep Study" لتشخيص الحالة بدقة

  • استشارة طبيب مختص في طب النوم

  • استخدام أجهزة تنظيم التنفس مثل CPAP

  • علاج احتقان الأنف أو الحساسية إن وُجدت

  • تعديل نمط الحياة (الوزن، التدخين، وضعية النوم)

الأسئلة الشائعة حول لصقات الفم أثناء النوم

1. هل لصقات الفم مفيدة في علاج الشخير؟

ليست دائمًا. قد تساعد لصقات الفم في تقليل الشخير البسيط الناتج عن التنفس عبر الفم، لكنها لا تُعتبر علاجًا طبيًا معتمدًا، خاصة في حالات انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم. ويُنصح بعدم استخدامها دون استشارة طبيب مختص.

2. هل هناك مخاطر من استخدام لصقة الفم أثناء النوم؟

نعم، من أبرز مخاطر لصقات الفم أثناء النوم:

  • نقص الأكسجين

  • الاختناق أثناء النوم

  • منع التنفس الفموي التعويضي

  • تهيج الجلد أو الحساسية

  • اضطراب جودة النوم

3. متى تكون لصقة الفم خطيرة؟

تصبح خطيرة جدًا في حال كان الشخص يعاني من:

  • انسداد في الأنف

  • حساسية تنفسية

  • انقطاع التنفس الانسدادي

  • مشكلات رئوية أو تنفسية مزمنة في هذه الحالات، منع الفم من التنفس قد يؤدي إلى اختناق أو نقص حاد في الأكسجين.

4. هل لصقات الفم معتمدة طبيًا؟

لا. حتى الآن، لا توجد توصيات طبية أو دراسات علمية موثوقة تدعم استخدام لصقات الفم كعلاج رسمي للشخير أو اضطرابات التنفس أثناء النوم.

الأطباء يفضلون الوسائل الطبية المعتمدة مثل أجهزة "CPAP" والعلاجات السلوكية والتنفسية.

5. ما البديل الآمن للسيطرة على الشخير أو اضطرابات النوم؟

من البدائل الطبية والفعالة:

  • تقييم حالة النوم لدى طبيب مختص

  • إجراء اختبار النوم (Sleep Study)

  • استخدام أجهزة CPAP

  • علاج مشاكل الأنف أو الجيوب الأنفية

  • خسارة الوزن وتغيير نمط الحياة

  • تحسين وضعية النوم

6. هل لصقات الفم تناسب الجميع؟

لا، لا تناسب الجميع. خاصةً:

  • الأطفال

  • كبار السن

  • مرضى الربو أو الانسداد الرئوي

  • مرضى الجيوب الأنفية أو الحساسية الأنفية المزمنة

7. هل يمكن شراء لصقات الفم من الصيدليات؟

نعم، هي متوفرة في بعض الصيدليات والمتاجر الإلكترونية، لكن توفرها لا يعني أنها آمنة أو موصى بها طبيًا.

لا تستخدمها إلا بعد استشارة مختص في طب النوم أو الأنف والأذن والحنجرة.

8. ما رأي الأطباء في لصقات الفم؟

أطباء الصدر وطب النوم في السعودية، مثل د. خالد المصيلحي ود. صالح العيسى، يحذرون بشدة من استخدامها، ويصفونها بأنها قد تكون سببًا في حالات اختناق أو نقص أكسجين أثناء النوم، وقد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.

 

في النهاية، في عالم يزداد فيه الاعتماد على الحلول السريعة، تبقى الصحة هي الأهم.

ورغم أن لصقات الفم أثناء النوم قد تبدو وسيلة بسيطة لتحسين التنفس، إلا أن استخدامها دون وعي أو إشراف طبي قد يؤدي إلى نتائج خطيرة، بل ومميتة أحيانًا.

 لا تجعل سهولة الاستخدام تغريك على حساب سلامتك.  استشر طبيبك المختص دائمًا، فالصحة لا تُترك للتجربة.