تُعَدُّ قضية إعفاء الطلاب من الحضور من أكثر الموضوعات التي تشغل أولياء الأمور والطلاب في السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد التحولات الكبيرة التي شهدها التعليم في المملكة العربية السعودية، مع تطور التعليم الرقمي ودمج منصات التعلم عن بعد مثل "مدرستي"، أصبح مفهوم الحضور يتجاوز القاعة الدراسية التقليدية ليشمل أشكالاً حديثة من المتابعة والتفاعل، ومن هنا جاءت القرارات واللوائح الجديدة التي تنظّم الغياب والإعفاء بما يوازن بين مصلحة الطالب ومستوى تحصيله الأكاديمي، مع مراعاة الظروف الاستثنائية التي قد يمر بها المجتمع أو الطالب نفسه.
غياب الطالب في المرحلة الابتدائية
تُعتبر المرحلة الابتدائية حجر الأساس في بناء شخصية الطالب وصقل مهاراته الأكاديمية والاجتماعية، لذلك، فإن غياب الطالب في هذه المرحلة يثير قلق أولياء الأمور والمعلمين على حد سواء، كذلك فإن وزارة التعليم تشدد دائمًا على أهمية الحضور المنتظم، لكن في بعض الحالات قد يُمنح الطالب إعفاء من الحضور لأسباب صحية أو أسرية موثقة.
من الناحية التربوية، التغيب المتكرر في الصفوف الأولى قد يضعف قدرة الطفل على تكوين صداقات أو متابعة أساسيات القراءة والكتابة، وهو ما يتطلب تدخل المعلم بوسائل بديلة مثل تكليفات إلكترونية عبر "مدرستي" أو التواصل المباشر مع الأسرة لضمان استمرارية التعلم.
قرار الغياب الجديد 2025
مع مطلع عام 2025، كشفت وزارة التعليم عن تحديثات جوهرية لسياسة الغياب في المدارس، في خطوة تهدف إلى جعل الإجراءات أكثر عدلاً ومرونة للطلاب وأولياء الأمور، حيث أصبح تسجيل الغياب يتم بشكل إلكتروني لحظي عبر نظام "نور"، مع إتاحة خاصية رفع التقارير الطبية أو الأعذار الرسمية مباشرة من خلال المنصات الرقمية، هذا التطوير ألغى الحاجة لزيارة المدرسة يدويًا، مما سهّل عملية التوثيق ووفّر الوقت والجهد على الأسر والكوادر التعليمية.
ومن أبرز ما جاء في القرار الجديد أنه منح فرصة إعفاء الطلاب من الحضور في ظروف استثنائية، مثل الكوارث الطبيعية أو التعليق الرسمي الناتج عن الأحوال المناخية، هذه الخطوة تعكس بوضوح التوجه نحو التحول الرقمي الشامل الذي تتبناه الوزارة، حيث تسعى لتقليل الأعباء الإدارية، وضمان استمرارية التعليم دون تعطيل، وبذلك يجمع القرار بين المرونة في التعامل مع الظروف الطارئة والحفاظ على الانضباط الدراسي بشكل متوازن.
لائحة الغياب في وزارة التربية والتعليم 1447
مع إعلان وزارة التعليم عن اللائحة الجديدة للغياب لعام 1447هـ، أصبح من الواضح أن الهدف الأساسي هو ضبط حضور الطلاب وتحقيق التوازن بين الانضباط الدراسي ومراعاة الظروف الطارئة، هذه اللائحة جاءت لتضع إطارًا عمليًا يحدد متى يُسجل الغياب كمبرر أو غير مبرر، مع تعزيز الشفافية في التعامل مع الطلاب وأولياء الأمور.
وقد نصّت اللائحة على مجموعة من البنود المهمة، أبرزها:
- ربط تسجيل الغياب بالأنظمة الإلكترونية لضمان متابعة دقيقة وتوثيق لحظي.
- منح الطلاب فرصًا لتعويض الدروس الفائتة من خلال حصص بديلة أو مراجعات مكثفة.
- تحديد سقف معين من الأيام يُقبل فيه العذر الرسمي قبل اتخاذ أي إجراءات إدارية.
- إدراج بند واضح حول إعفاء الطلاب من الحضور عند صدور قرارات وزارية عامة تتعلق بالتعليق أو التأجيل.
بهذا أصبحت القوانين أكثر مرونة وعدلاً، مع مراعاة مصلحة الطالب وأسرته دون التفريط في الانضباط الأكاديمي.
سبب تأخير الدراسة في جدة
شهدت مدينة جدة خلال الأعوام الأخيرة تكرار حالات تعليق وتأجيل الدراسة، نتيجة ما تتعرض له من أمطار غزيرة وتقلبات جوية تؤثر على الحركة المرورية وسلامة الوصول إلى المدارس، وفي مثل هذه الظروف، تتدخل إمارة المنطقة بالتعاون مع وزارة التعليم لإصدار قرارات رسمية بتعليق الحضور، حيث تُعطى الأولوية المطلقة لحماية الطلاب والكوادر التعليمية من المخاطر المحتملة.
هذه الإجراءات الوقائية أصبحت مألوفة لدى سكان جدة، خصوصًا في فترات المواسم الممطرة التي تتطلب استجابة سريعة وحازمة، ويُعَد تأجيل الدراسة في جدة مثالًا واضحًا على تطبيق إعفاء الطلاب من الحضور بصورة جماعية، بما يبرز مرونة النظام التعليمي السعودي في التكيف مع الطوارئ.
وفي المقابل، لم يعد هذا التعليق يعني توقف العملية التعليمية، إذ توفر منصة "مدرستي" بيئة افتراضية بديلة تسمح للطلاب بمتابعة دروسهم وأداء واجباتهم من منازلهم، وبذلك يتحقق التوازن بين ضمان السلامة العامة واستمرارية التعلم بكفاءة عالية.
مدرستي
في ظل التحولات الرقمية التي يشهدها قطاع التعليم في المملكة، برزت منصة مدرستي كأداة رئيسية لدعم التعليم عن بُعد وضمان استمراريته في جميع الظروف، فالمنصة لم تعد مجرد بديل مؤقت، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من العملية التعليمية، خصوصًا عند صدور قرارات إعفاء الطلاب من الحضور بسبب الطوارئ أو الظروف المناخية.
هذا الارتباط الدائم يعزز من انضباط الطالب والتزامه بجدوله الدراسي اليومي بشكل افتراضي دون انقطاع، حيث تقدم المنصة مجموعة من المزايا التي تسهّل العملية التعليمية، من أبرزها:
- توفير دروس مباشرة ومسجلة تتيح للطالب مراجعة المحتوى في أي وقت.
- إتاحة واجبات منزلية وتقييمات إلكترونية لمتابعة مستوى التحصيل الدراسي.
- تفعيل قنوات للتواصل المباشر بين الطالب والمعلم لتعزيز التفاعل والتوضيح المستمر.
وبفضل هذه المزايا، أصبحت "مدرستي" بديلًا فعالًا يغني عن الحضور الفعلي، مع ضمان استمرار التعليم بجودة عالية حتى في حالات الغياب المبرر أو الإعفاء الرسمي.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن فصل الطالب بسبب الغياب؟
لا يتم فصل الطالب مباشرة بسبب الغياب إلا إذا تجاوز النسب المحددة في اللوائح ولم يقدم أعذارًا مقبولة، لكن قبل الفصل، تمر العملية بمراحل إنذار وتنبيه، مع إتاحة فرصة للطالب لتبرير غيابه أو تقديم طلب إعفاء من الحضور إذا كان يملك أسبابًا وجيهة.
إعفاء الطلاب من الرسوم الدراسية؟
إلى جانب إعفاء الطلاب من الحضور، هناك فئات معينة من الطلاب تُعفى من الرسوم الدراسية، مثل أبناء الشهداء أو الحالات الاجتماعية الخاصة، هذا النوع من الدعم يعزز العدالة التعليمية ويمنح جميع الفئات فرصة إكمال تعليمها دون أعباء مالية.
متى يُحرم الطالب؟
يُحرم الطالب من دخول الاختبار النهائي إذا تجاوز الحد الأعلى من الغياب غير المبرر حسب اللائحة (عادة ما يكون 25% من عدد الحصص)، لكن في حال وجود عذر رسمي أو قرار عام بالإعفاء، فإن ذلك لا يدخل ضمن النسبة المانعة.
ما هو إعفاء الطلاب؟
الإعفاء هو قرار رسمي يسمح للطلاب بعدم الحضور إلى المدرسة لأسباب محددة، سواء كانت صحية، أسرية، أو استثنائية مثل الظروف المناخية، يختلف الإعفاء عن الغياب العادي بكونه موثقًا ومعتمدًا من الجهات المختصة، كما أن الطالب في هذه الحالة يُلزم بمتابعة دروسه بطرق بديلة مثل "مدرستي".
في ختام حديثنا نؤكد إن موضوع إعفاء الطلاب من الحضور يعكس مرونة النظام التعليمي في المملكة وقدرته على التكيف مع الظروف المتغيرة دون الإخلال بجودة التعليم، القرارات واللوائح الجديدة لعامي 1447هـ و2025م تثبت أن الوزارة تضع مصلحة الطالب أولاً، وتعمل على توفير بدائل رقمية فاعلة مثل منصة "مدرستي"، وفي النهاية، يبقى الالتزام من جانب الأسرة والطالب هو العامل الأهم لضمان استفادة كاملة من هذه السياسات وتحقيق التوازن بين الحضور الواقعي والتعليم الافتراضي.