كل ماهو جديد عن وحدة السكتة الدماغية المتنقلة بالسعودية

أطلقت مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض أول وحدة إسعاف السكتة الدماغية المتنقلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهذه الوحدة تعد إنجاز كبير في مجال الرعاية الصحية وتساهم في إنقاذ أرواح العديد من المرضى الذين يعانون من السكتة الدماغية، والتي تعتبر من أكثر الحالات الصحية الطارئة خطورة.

أهداف وحدة السكتة الدماغية المتنقلة بالسعودية

الخدمة تأتي مجانية وتهدف إلى تقديم العلاج في أسرع وقت ممكن لمرضى السكتة الدماغية في موقع المريض، وذلك للتغلب على التأخير الذي قد يحدث بسبب الازدحام المروري، كما أن هذه الوحدة المتطورة تمثل نقلة نوعية في الرعاية الصحية الطارئة، حيث تسهم في تقليل معدلات الوفاة والإعاقات الناجمة عن السكتة الدماغية من خلال العلاج الفوري.

ما هي وحدة السكتة الدماغية المتنقلة؟

وحدة السكتة الدماغية المتنقلة هي عبارة عن سيارة إسعاف مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية والتقنيات المتقدمة التي تمكنها من تقديم الرعاية الطبية لمرضى السكتة الدماغية في موقع الحادث، قبل وصولهم إلى المستشفى. 

يتم تشغيل هذه الوحدة بواسطة فريق طبي متخصص في السكتات الدماغية، يتضمن أطباء، ممرضين، وفنيين متخصصين، مما يسمح بتقديم العلاج الفوري حتى في الموقع الذي يتواجد فيه المريض.

كما تتيح الوحدة العديد من المزايا الكبيرة وهو قدرتها على إجراء فحوصات الأشعة المقطعية المتنقلة وتشخيص حالة المريض بسرعة، مما يساعد في اتخاذ القرارات الطبية المناسبة فوراً، كما يتم توفير العلاجات الضرورية مثل حقن الأدوية المذيبة للجلطات، والتي تعد العلاج الأساسي للسكتة الدماغية الإقفارية.

أهمية الوحدة في إنقاذ الأرواح

تأتي أهمية وحدة السكتة الدماغية المتنقلة من كون السكتة الدماغية تعد من الحالات التي تتطلب تدخلاً فورياً، وفي مثل هذه الحالات، الوقت يعتبر عامل مهم، وكلما تم تقديم العلاج في وقت أسرع، كانت الفرصة أفضل لتقليل حجم الضرر الذي قد يلحق بالدماغ، كما أن هذه الوحدة الطبية تساهم في تقليل الفجوة الزمنية بين حدوث السكتة وتلقي العلاج، مما يزيد من معدلات النجاة والتعافي الكامل.

كما أن الازدحام المروري، خصوصاً في المدن الكبيرة مثل الرياض، يشكل تحدي كبير في نقل المرضى بسرعة إلى المستشفيات، وهنا تبرز فائدة وحدة السكتة الدماغية المتنقلة التي تقلل من زمن الاستجابة وتساهم في إنقاذ الأرواح وسط الزحام.

كيف تعمل وحدة السكتة الدماغية المتنقلة؟

تعتمد هذه الوحدة على تقنيات حديثة تمكن الأطباء من متابعة حالة المريض عن بعد والتواصل مع الفرق الطبية في المستشفى، وفور وصول الوحدة إلى موقع المريض، يقوم الفريق الطبي بإجراء فحص سريع باستخدام جهاز الأشعة المقطعية المتنقل، كما يتم تشخيص حالة المريض وتحديد نوع السكتة الدماغية (إقفارية أو نزفية)، ليتم تقديم العلاج المناسب.

في حال كانت السكتة الدماغية ناتجة عن جلطة دموية، يتم إعطاء المريض الأدوية المذيبة للجلطات مباشرةً، وهي خطوة هامة في إنقاذ حياة المريض وتقليل المضاعفات، وهذا العلاج الفوري في الموقع يساهم في تحسين نتائج العلاج بشكل كبير.

فوائد الوحدة المتنقلة مقارنة بالإسعاف التقليدي

مقارنة بالإسعافات التقليدية، توفر وحدة السكتة الدماغية المتنقلة عدة مزايا منها:

تم تجهيز هذه الوحدات بأحدث التقنيات التي تسمح بالتشخيص والعلاج الفوري في موقع المريض.

بدل من نقل المريض إلى المستشفى لإجراء الفحوصات والعلاج، يتم تقديم الرعاية اللازمة مباشرة في الموقع، مما يقلل من التأخير الذي يمكن أن يؤثر على نتائج العلاج.

كل دقيقة مهمة في علاج السكتة الدماغية، ووحدة السكتة الدماغية المتنقلة تعمل على تقليل الوقت اللازم لتقديم العلاج الفوري.

في المدن الكبيرة مثل الرياض، يمكن للازدحام أن يؤخر نقل المريض إلى المستشفى، وهذه الوحدة تقلل من تأثير هذا التأخير بتقديم العلاج في موقع المريض.

التحديات التي تواجه الوحدة

على الرغم من النجاح الكبير لوحدة السكتة الدماغية المتنقلة، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تواجه تنفيذ هذا المشروع على نطاق واسع، من بين هذه التحديات:

• تجهيز الوحدات بالأجهزة الطبية المتقدمة يتطلب استثمارات كبيرة.

• يتطلب تشغيل هذه الوحدات طاقم متخصص ومدرب على التعامل مع السكتات الدماغية.

• نتيجة لكون المملكة ذات مساحة كبيرة، قد تكون هناك صعوبة في توفير هذه الوحدات في جميع المناطق.

إطلاق مستشفى الملك فيصل التخصصي أول وحدة إسعاف السكتة الدماغية المتنقلة في الرياض يعد خطوة هامة في تحسين جودة الرعاية الصحية وإنقاذ حياة الكثيرين، وهذه الخدمة الجديدة لا تمثل فقط تطور تقني، بل تساهم في تعزيز مكانة المملكة كرائدة في مجال الرعاية الصحية على مستوى المنطقة.