في ظل الانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية، يطرح الكثيرون هذا السؤال “هل الربح من الألعاب الإلكترونية حرام أم حلال؟”، وإجابته تعتمد على نوعية اللعبة والشروط التي تقوم عليها، فالأصل في الألعاب الجواز مالم تكن متعارضة من أحكام الشرع، مثل تضمنها لمبدأ الرهان أو الميسر، أو وجود مضامين تتنافي مع ما أقره الدين الإسلامي. في هذا المقال، نستعرض أحكام الكسب من الألعاب الإلكترونية، بالإضافة إلى نصائح شرعية للتعامل معها والربح من خلالها.
هل الربح من الألعاب الإلكترونية حرام؟
يرى كثير من الفقهاء أن الألعاب الإلكترونية عامة تكون جائزة مالم تتضمن أي عناصر محرمة في الشريعة الإسلامية، كالألعاب المضيعة للوقت المخصص للعبادة والطاعة، أو تلك التي تشتمل على أفعال مخالفة أو صور مخلة أو التي تتضمن لغة بذيئة أو تتسبب بالأذى للآخرين، أما بالنسبة عن إجابة السؤال “هل الربح من الألعاب الإلكترونية حرام؟” فإذا كانت اللعبة تقوم على المراهنة أو التحديات المالية التي يُلزم فيها اللاعبين بدفع أموال حتى يحصلوا على جوائز، فإنها غير جائزة شرعاً كونها تنتمي لفئة القمار الذي حرمه الدين الإسلامي، حيث يشتمل القمار على دفع بعض المال من طرفي اللعبة ثم يفوز أحدهما بالجائزة، وهذا النوع من الألعاب محرم لارتباط الجوائز بالأموال التي يدفعها اللاعبين.
حكم الألعاب الإلكترونية بالفلوس
هل الربح من الألعاب الإلكترونية حرام؟ ما اتفق عليه الفقهاء هو تحريم الألعاب الإلكترونية المتضمنة ميسر القمار، وذلك لأن فيها رهاناً على أموال يدفعها اللاعبين، حيث يدفع اللاعبين أموال للمشاركة وتحصل منافسة بين عدة أطراف ليفوز شخص واحد في الأخير بالجائزة المالية، ويحرم مذهب الشافعية هذه النوعية من الألعاب ويعدها كبيرة من الكبائر. من جانب آخر، رأى بعض الفقهاء أن هنالك ألعاب مباحة، وذلك في حال كانت الجائزة المقدمة مدفوعة من الجهة التي نظمت اللعبة مثل الدولة أو أي مؤسسة رسمية أخرى، وليست مدفوعة من أموال اللاعبين.
إقرأ أيضاً: تقييم Sekiro
الأصل في الألعاب الإباحة
يرى مجموعة من فقهاء الدين أن الأصل في الألعاب الإلكترونية هو الإباحة، مالم تتضمن أفعال مخالفة لأحكام الدين الإسلامي مثل القمار أو الفحش أو المساس بالعقيدة، وغيرها. لكن بعض علماء الدين أوضحوا أن إجراء الألعاب والمسابقات على المال يجوز في بعض الحالات المخصصة، مثل مسابقات الرماية والخيل والإبل، وذلك استناداً إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم {لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر}، وذلك كونها مسابقات معززة للمهارات المعينة على الجهاد في سبيل الله، كما ألحقو بها انواع أخرى من المسابقات التي تدعم الجهاد معنوياً أو مادياً مثل المسابقات القرآنية ومسابقات الطائرات والسفن ونحوها.
ما حكم الشرع في كسب المال من الألعاب الإلكترونية؟
كما أوضحنا، إذا لم يكن كسب المال من الألعاب الإلكترونية قائماً على دفع الأموال من قبل اللاعبين، فقد رأى مجموعة من الفقهاء بأنه جائز شرعاً، على سبيل المثال إذا كان اكتساب المال مصدره الإعلانات التي تُعرض أثناء اللعب، فإنه لا يُعد ضمن فئة القمار لكنه صورة من صور الدعاية التي تعتمدها الشركة المنظمة لتحقيق أرباح وبالتالي فهو مباح، لكن من الضروري أن يحذر الشخص من الاستغراق الزائد في اللعب مؤثراً على حياته الشخصية والعلمية والدينية.
ما حكم بيع وشراء العملات والحسابات داخل الألعاب الإلكترونية؟
يرى مجموعة من الفقهاء أن بيع وشراء العملات داخل الألعاب أو الحسابات الإلكترونية جائز في الشرع، لكنهم اشترطوا ألا يتحول اللعب إلى إدمان يؤثر على الحياة الاجتماعية والمهنية للاعبين، بالإضافة إلى التحقق بأن اللعبة لا تتضمن محاذير شرعية مثل العنف، الميسر، الصور المخلة، الأنشطة غير القانونية أو التي تخلق حالة من النزاع، كما ينبغي ألا تشغل هذه الألعاب الشخص عن واجباته الدينية أو العائلية.
إقرأ أيضاً: مشكلة تحديث بلايستيشن 4
ما هي الألعاب الإلكترونية المحرمة؟
تُعد الألعاب الإلكترونية غير مباحة إذا انتهكت القوانين، سواء المحلية أو الدولية، ويرجع سبب ذلك إلى آثارها الضارة والمدمرة لحياة الأفراد والمجتمعات. تُحَرِم الشريعة الإسلامية أي لعبة إلكترونية تشتمل على القمار، الصور الإباحية، التشجيع على الأذى والقتل، الدعوة إلى التجسس والخيانة، المساس بمقدسات الدين، فأي لعبة تروح لفكرة تخالف الإسلام أو تتسبب في فساد خلقي أو نفسي فهي محظورة ومحرمة. وتشتمل الألعاب المحرمة بسبب أضرارها على التالي:
1. الألعاب التي تعرض حروباً بين الكفار والمسلمين وتحرف الأديان وتسبب ازدراء لله وملائكته.
2. الألعاب التي تشتمل على تقديس لرموز دينية غير إسلامية، مثل الصليب والأعياد الدينية، بصورة تتجاوز غرض التسلية.
3. الألعاب المروحة للسحر والسحرة.
4. الألعاب التي تزرع الكراهية ضد الإسلام، ومن أمثلتها ألعاب تشجع على تدمير أماكن إسلامية مقدسة مثل مكة.
5. الألعاب التي يكون فيها الكفار أبطالاً والمسلمين ضعفاءً.
6. الألعاب التي تشتمل على صور ومشاهد غير مشروعة.
7. الألعاب التي تقوم على الرهان والمسير.
8. الألعاب المجهدة والمضرة بالجسم والعقل.
9. الألعاب المشجعة على العنف والقتل والجرائم.
10. الألعاب الخيالية البعيدة عن الواقع والتي تضر تصورات الشخص عن الحياة.
هل الشحن في الألعاب حرام؟
يعتبر صرف الأموال في شحن الألعاب الإلكترونية جائزاً، كما يرى بعض الفقهاء، طالما كانت اللعبة نفسها جائزة ولا تتضمن ما يخالف الشرع؛ إذا كان المبلغ المدفوع يهدف إلى تحسين تجربة اللاعب داخل اللعبة بحدود مشروعة دون اشتماله على قمار أو أي محاذير أخرى فهو حلال.
هل العجلة الدوارة حرام بدون مال؟
يتفق الفقهاء أن نوعية الألعاب المعتمدة على الحظ، مثل عجلة الحظ أو أي لعبة أخرى تشبهها، وكانت على مال فهي غير جائزة ومحرمة لأنها تقع ضمن فئة القمار. ويرى مجموعة العلماء أن لعبة الحظ حتى إذا كانت بدون مال تبقى غير جائزة لما فيها من عدم تعظيم للحرمات الإلهية واشتمالها على محاكاة لأفعال محرمة، فالدين الإسلامي ينهى عن أي ممارسة فيها تشبه بأعمال الفسق والفجور.
إقرأ أيضاً: ألعاب بلاي ستيشن 4 باللغة العربية
نصائح شرعية للتعامل مع الألعاب الإلكترونية وفرص الربح منها
يعد اللعب في الإسلام وسيلة لتسلية النفس، لكن يجب ألا يتجاوز حدود المعقول وألا يؤثر على واجبات الشخص الدينية أو الاجتماعية. تتعدد الألعاب الإلكترونية وتتطور بشكل كبير في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، وهذا جعلها مهيمنة على بقية الأنواع، وعلى الرغم أن الأصل في اللعب الإباحة كما يقول الفقهاء إلا أن الألعاب المتضمنة لمحتوى مضر دينياً أو صحياً أو خلقياً، أو التي تلهي الإنسان عن واجباته فهي غير جائزة، وفيما يلي نستعرض نصائح شرعية للتعامل مع الألعاب الإلكترونية:
1. لا تجعل اللعب من العادات المدمرة للصحة الجسمية أو النفسية، أو يشغلك عن أداء الواجبات.
2. لا تلعب أي لعبة تتضمن ممارسات ميسر أو قمار وذلك لأنها محرمة وفقاً لما نصت عليه الشريعة الإسلامية.
3. لا تلعب أي لعبة تتضمن سلوكيات فاحشة حرمها الدين الإسلامي.
4. لا تلعب أي لعبة تتضمن طقوس دينية لا تنتمي لعقيدة المسلمين.
5. لا تجعل الألعاب مضيعة لصلاتك أو واجباتك الدينية الأخرى.
6. لا تلعب أي لعبة تتضمن عنف أو نزاعات يمكن أن تتسبب بعداوة أو خصام بين اللاعبين.
توازن بين المتعة والالتزام بالضوابط الشرعية
إن التسلية والترفيه بإستخدام الألعاب الإلكترونية غير محرم في الدين الإسلامي طالما لم يخرج عن الأحكام والضوابط الشرعية. إذا اخترت ألعاباً تساهم في تحسين وتعزيز المهارات وتطوير العقل، فهي ألعاب محبذة ويشجع عليها الدين الإسلامي، إما إذا كانت مخالفة لما شرعه الدين فقد أدخلت نفسك في دائرة الحرام. يجدر بالذكر أن الأسر ينبغي أن تهتم بانتقاء ألعاب ملائمة لأولادهم ويراعوا في ذلك أحكام الشريعة الإسلامية، وينبغي أن يهتموا بأن تكون الألعاب نافعة وتعليمية وليست مضيعة للدين والأخلاق.
إقرأ أيضاً: ألعاب بلاي ستيشن 4 مجاناً لشخصين
الأسئلة الشائعة
هل حرام أن أدفع فلوس على لعبة؟
يُعد الدفع في شحن الألعاب جائزاً طالما كانت اللعبة ذاتها غير محرمة وغير متضمنة لما يخالف الشريعة الإسلامية، مثل المقامرة.
هل كسب المال من التطبيقات حلال؟
كسب المال من التطبيقات والاستفادة من النقاط المكتسبة منها حلال طالما لم تتضمن هذه التطبيقات محاذير شرعية.
هل لعب الألعاب من أجل المال حرام؟
يرى مجموعة من الفقهاء أن الربح من الألعاب جائز طالما كانت اللعبة ذاتها جائزة ولا تتضمن قمار أو أي محذورات شرعية أخرى.
ما حكم الشرع في كسب المال من الألعاب الإلكترونية دون دفع أي مال؟
يرى مجموعة من الفقهاء أن الربح من الألعاب الإلكترونية دون دفع مال جائز شرعاً إذا كان عبر الإعلانات أو أي وسيلة مشروعة أخرى.
ما حكم منح هدايا من الإنترنت مقابل ألعاب الحظ؟
في حالة كانت هذه الهدايا مقابل مال أو رهان فهي تدخل ضمن فئة القمار المحرم شرعاً، أما في حالة كانت بدون مقابل مالي، فقد رأى مجموعة من الفقهاء بأنها جائزة طالما كانت اللعبة ذاتها جائزة.
الخاتمة
تُعد الألعاب الإلكترونية مجال من المجالات الترفيهية التي يمكن أن تكون وسيلة مفيدة طالما كانت ضمن ضوابط الشرع والأخلاق، ففي هذا العالم المليء بالخيارات والتكنولوجيا المتقدمة، يصبح الشخص مسؤولًا عن اختيار أنشطة تخلق توازن بين الواجب والمتعة، وبين القيم النفسية والدينية. وبما أن اللعب في الإسلام مباح عموماً، فإدراك الإنسان ومعرفته بما حوله من فوائد وأضرار تجعله ينتقي أنشطة تسلية تنمي عقله ولا تؤثر سلباً عليه. احرص دائماً بأن تكون جميع اللحظات التي تقضيها في الأنشطة الترفيهية خطوة باتجاه التوازن بين دنياك وآخرتك.